استهل مهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط بالمغرب، الأحد، مسابقته الرسمية للأفلام الطويلة بالفيلم التركي "سيفاس" للمخرج كان موجديسي. وتدور أحداث الفيلم حول إحدى القرى العميقة في تركيا المهمشة والمعزولة حيث الفراغ وغياب جميع الوسائل الثقافية والترفيهية، فالقرية يوجد بها مدرسة بها قسم وحيد، ويُعَدُ الفضاء الذي يعبر فيه التلاميذ عن مواهبهم، فيقترح عليهم المعلم ذات يوم إعداد مسرحية اقتباسا عن قصة "الأميرة والأقزام السبعة". أحد الأطفال الذي يحب صديقته بالصف يرفض المشاركة كقزم وإنما يطمح للعب دور الأمير حتى يكون قريبا من "حبيبته"، وبعد أن باءت محاولته بالفشل لإقناع معلمه فيقاطع الدراسة بينما يتابع معارك الكلاب التي يشرف عليها الكبار ليتبنى أحد الكلاب الذي انهزم في معركة وتخلى عنه صاحبه. ويرتبط الطفل بعلاقة صداقة مع الكلب ويعالجه ليدخل من جديد في معركة ينتصر فيها الكلب كإعادة الاعتبار لنفسه بفضل الطفل وباقي أفراد القرية. وتباينت آراء الجمهور حول الفيلم التي وجدت فيه بعض العنف المبالغ، كما يرى فيه البعض الآخر نقلا للسينما الإيرانية المعروفة بتوظيفها للأطفال لتمرير أفكار اجتماعية وسياسية، وهناك من اعتبره مهما من الناحية الإبداعية وإدارة الممثلين خاصة الطفل الصغير. وللمخرج موجديسي أفلام قصيرة وتلفزيونية حيث شكل فيلمه الوثائقي "آباء وأبناء" حول موضوع معارك الكلاب في الأناضول منطلقا لفيلمه الروائي "سيفاس". وانطلقت، مساء السبت الماضي، بمدينة تطوان (شمالي المغرب)، الدورة الواحدة والعشرون لمهرجان سينما بلدان البحر الأبيض المتوسط. ويخصص المهرجان 12 جائزة مالية للأفلام الفائزة في المسابقة والتي تتضمن ثلاث فئات من الأفلام (6 جوائز للأفلام الروائية الطويلة، و3 جوائز للأفلام القصيرة، و3 جوائز للأفلام الوثائقية). ويترأس لجنة الأفلام الطويلة الناقد والباحث السينمائي المغربي المقيم بفرنسا علي سكاكي والتي ستشاهد 14 فيلما مشاركا، بينما يترأس لجنة الأفلام القصيرة المخرج المغربي سعد الشرايبي والتي يتنافس على جوائزها 16 فيلما، فيما يترأس لجنة الأفلام الوثائقية السينمائي والباحث الإعلامي الجزائري أحمد البجاوي ويتنافس على جوائزها 13 فيلما. وتتوزع جنسيات هذه الأفلام على مختلف الأقطار المطلة على حوض البحر المتوسط والتي تم إنتاجها بعد الدورة الأخيرة للمهرجان في مارس 2014 بتطوان.