أكد الأستاذ يونس الشامي، الباحث والمدون للتراث الموسيقي الأندلسي المغربي، أن توحيد الأداء في مجال الموسيقى الأندلسية يقتضي "التقيد في العزف والغناء الجماعيين بما هو مدون، أو الاتفاق مسبقا على أنواع ومواقع الزخارف المراد استعمالها". وأوضح الأستاذ يونس الشامي، في محاضرة ألقاها، بعد ظهر أمس السبت بمدينة سلا، في موضوع "تحسين وتوحيد الأداء في الموسيقى الأندلسية"، في إطار اللقاء الفني الثقافي الشهري الذي تنظمه جمعية أضواء على الفن، ودار الشباب تابريكت بسلا، أن "الزخارف الحرة تحول العزف والغناء إلى نسيج (هيتيريفوني) يخفي قدرا غير قليل من صفاء الألحان وعذوبتها". وأكد أن "الواجب الوطني يحتم علينا المحافظة على تراث موسيقى الآلة، وعلى كل الأنماط الموسيقية التراثية، بكل الوسائل الممكنة والمتاحة في هذا العصر، للحفاظ عليه من الضياع والاندثار"، داعيا إلى الاعتماد، في المحافظة على هذا التراث الموسيقي الضخم، على الأداء الرصين الذي يحترم كل الشروط، الأدبية والعلمية والموسيقية. وتطرق الأستاذ الشامي، في هذه المحاضرة التي تتبعها عدد من أساتذة موسيقى الآلة بالمعاهد الموسيقية بالرباط وسلا، وجمهور من المهتمين والمولعين من مختلف الأعمار، إلى عدد من مباحث الموسيقى الأندلسية تناول من خلالها تاريخ هذه الموسيقى العريقة، وأصولها ومكوناتها النغمية المختلطة والتأثيرات المقامية (الطبوع) التي شكلت قالبها اللحني (التأثير العربي، والتأثير الأمازيغي، والتأثير الإسباني المحلي، والتأثير الفارسي). وأبرز الأستاذ الشامي أهمية موضوع هذا اللقاء الفني الثقافي، معتبرا أنه يستمد راهنيته من "عدم اتفاق العازفين والمنشدين على ضبط الأدوار اللحنية بصورة متطابقة من لدن نفس العازف والمنشد، حيث ترك حرية استعمالها للعازف والمنشد حسب ما يمليه عليه ذوقه وتتيحه له براعته الفنية". وثمن الأستاذ الشامي تنظيم مثل هذه اللقاءات الفنية الثقافية، أيا كان موضوعها، من حيث أهميتها سواء التوثيقية والعلمية، أو تكريسها لاستمرارية هذا التراث الموسيقي، أو باعتبارها فضاء لتبادل الرؤى من لدن المختصين وملامسة عدة مباحث نظرية وتاريخية وتقنية في هذا اللون الموسيقي التراثي وإبراز السمات الخاصة التي تميز الصيغ الأدائية والتجارب والمدارس في موسيقى الآلة. وخلال هذا اللقاء الفني الثقافي، الذي تخللته فقرات موسيقية تضمنت شذرات من فن موسيقى الآلة معزوفة على النمط الأكاديمي وروائع من الأغنية المغربية، أدتها مجموعة (ميلاري) برئاسة الفنان يحيى المنصوري، أكد عدد من المتدخلين أنه آن الأوان لدعوة جميع الأجواق الأندلسية وممارسي هذا الفن العريق إلى تجويد وتوحيد نمط الأداء في الموسيقى الأندلسية المغربية، داعين إلى ضرورة التشبع بالنمط العلمي الأكاديمي من أجل الابتعاد عما شاب موسيقى الآلة "من مظاهر عدم الانسجام التي تتجلى ملامحها، على الخصوص، في الأداءين الآلي والغنائي". وأجمعوا على أن تغليب الطابع اللحظي الاحتفالي في موسيقى الآلة ومجاراته "ينطوي على سلبيات تسيء إلى موسيقى الآلة بشكلها القدسي وصيغتها العلمية، وتهدد استمرارها وتواترها، لذلك يبقى اعتماد الطابع الأكاديمي في أداء النوبة الأندلسية، الذي يشكل الركيزة الأساسية في توحيد الأداء، وفهم كنه هذه الأكاديمية ودورها الكبير في الحفاظ على هذه الموسيقى العريقة ومن ثمة ضمان مستقبلها، أمرا ضروريا وواجبا يتحمل مسؤوليته الممارسون لهذا التراث الموسيقي، عازفون ومنشدون، رواة ومتلقون". شارك هذا الموضوع: * اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة) * شارك على فيس بوك (فتح في نافذة جديدة) * اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)