مجددا ومع ترشيح المطرب الشاب عبد الفتاح الجريني لجائزة «إم تي في» العالمية، يفتح القوس الكبير الذي فيه الحديث عن تألق أصواتنا المغربية الشابة وتحليقها عاليا في سماء الغناء العربي، في الوقت الذي لا يعترف بوجودها فنيا في بلدها الأصلي..فهاهي هدى سعد تطلق ألبومها الغنائي المغربي الجديد «طير الحب»، وهاهي أسماء لمنور تعيش على وقع تميز مشاركاتها المتميزة في حفلات ومهرجانات فنية عربية وتنتشي بنجاح شريطها الأخير «روح»... وهاهي في ناحية أخرى، المغربية صوفيا المريخ تتألق في قنوات «ميلودي» وعلى قنوات «روتانا» و«وناسة» تبدو المغربية العراقية شذى حسون في آخر «كليباتها» وجلساتها الخليجية.. وغير هاته الأسماء الفنية المغربية الشابة، أخرى تشتغل في الظل وسيحين حتما موعد انطلاقتها الحقيقية يوما ما نحو النجومية.. مع تألق هاته الأسماء الشابة، تبرز مفارقة «الأفول» في المغرب والنجومية في الخارج، أما الأسباب فتظل معروفة منذ سنوات الثمانينيات حين برزت الفنانة المعتزلة عزيزة جلال إلى جانب أسماء فنية عربية من العيار الثقيل.. وبعدها، حزمت الفنانة المغربية سميرة بنسعيد حقائبها، متجهة بدورها نحو العاصمة المصرية وبداية مسيرة فنية زاخرة ما زالت فصولها مستمرة إلى حدود الآن.. واللائحة طالت بعد ذلك، وشملت أسماء فنية أخرى على غرار الفنانة الراحلة رجاء بلمليح وسمية قيصر وعبدو الشريف وغيرها من الأسماء الفنية التي وجدت ضالتها في الشرق في ظل صعوبة الاستمرارية وطنيا.. لائحة الفنانين المغاربة المهاجرين لم تتوقف يوما منذ عقود الثمانينيات، مع وجود اختلافات بين الأمس واليوم مرتبطة بالأساس في التقدم التكنولوجي وتعدد القنوات الفضائية المتخصصة في الموسيقى، والتي من شأنها تسهيل الانتشار والوجود الفني في الوقت الراهن بالنسبة لنجوم الغناء الشباب.. لم يخذل المطربون الشباب المغاربة يوما بلدهم ولا جماهير وطنهم، فيما كان نصيبهم تجرع بعض من المرارة مع كل زيارة يقومون بها إلى بلدهم الأم.. فحتى وهم ناجحون ومتألقون في الشرق، يجدون أنفسهم في مواجهة عشرات العراقيل في الوطن، فحين مطالبتهم باستضافة تلفزيونية ضمن نشراتهم الإخبارية أو رغبتهم في تغطية لجديدهم الفني، يجدون أنفسهم متورطين في متاهة بيروقراطية قاتلة.. يقاومونها لبعض الوقت، وبعد كثير انتظار يجمعون أغراضهم ويتوجهون إلى بيروت أو القاهرة أو دبي حيث الأمر لا يتعدى مكالمة هاتفية، ينتدب عقبها فريق للقيام بمهمته الإعلامية التي تزيد من تقدير نجومنا الشباب في الخارج، الذين رغم كل شيء يعلنون في كل مرة عن انتمائهم الوطني وحبهم للبلد وأمور أخرى حبذا لو أدرك مغزاها القيمون على قنواتنا الوطنية.. إكرام زايد