بمناسبة اليوم العالمي للمسرح، عرضت مؤخرا بقاعة ابا حنيني مسرحية "حلم ليلة دم" للمخرج والمؤلف المسرحي عبد المجيد شكير، التي تتناول هشاشة الأوضاع في العالم العربي بعد "الربيع الديمقراطي" وعجز بعض النخب عن تقديم معنى واضح للتغيير وكذا اختبار علاقة المثقف والسلطة. تحكي مسرحية "حلم ليلة دم" عن لقاء فجائي بين شخصيتين مجهولتين ليلا في خلاء فارغ على مشارف مدينة أغلقت أبوابها. أحدهما طرد من المدينة والثاني يرغب في اللجوء إليها. يختلفان ثم يتفقان على التعاون من أجل تنفيذ مخطط لدخول المدينة. يتمثل المخطط في أن يتم قتل الوالية والقاضية والسجانة باعتبارهن "رؤوس الفتنة وسبب البلاء ". يتحمس الأول الذي يبدو مثقفا حاملا لوعي ثوري بينما يتراجع الثاني الذي يبدو شخصا بسيطا فطريا وتلقائياo في أثناء جدلهما تلقي عليهما السجانة القبض بتهمة تهديد أمن الدولة ويسجنان بعد محاكمة صورية. هنا يحدث التحول في المواقف، حيث يبدل المثقف "نسيم" جلده ويتنكر لمبادئه وينظم قصائد شعرية يتملق فيها السلطة باسم الدبلوماسية، لكن "بسيم" تقوده قناعاته الفطرية إلى تنفيذ مشروع القتل لتخليص المدينة من تسلط الوالية والقاضية والسجانة، فينخرط معه نسيم بعد مواجهة عنيفة بينهما. لكنهما يكتشفان أنهما لم يتحررا بالفعل، ويخلصان إلى أن القتل والدم لا يمكن أن يكونا وسيلتين للتغيير الإيجابي. على هذا النحو، تبدو مسرحية "حلم ليلة دم¿" محاولة للانخراط في السؤال العربي الراهن، وهي تحاول استيعاب التحولات والتغيرات التي طرأت بشكل مفاجئ، وكشفت عن هشاشة الوضع العربي، ليس فقط على مستوى بعض الأنظمة، بل النخب أيضا. قدمت المسرحية التي يتواصل عرضها في جولة عبر عدد من المدن المغربية، فرقة مسرح أبعاد، وقام بتشخيصها كل من منير أوبري وأسامة محمود لغضفي وفوزية انجيمي ويونس ناجي وعبدو الفيلالي، أما السينوغرافيا فأنجزها عبد اللطيف مفيد. شارك هذا الموضوع: * اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة) * شارك على فيس بوك (فتح في نافذة جديدة) * اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)