يجتمع، بمراكش، ثلة من الأساتذة الباحثين والخبراء ينتمون لعدة بلدان، وذلك في إطار المؤتمر الدولي الأول حول الهندسة الكهربائية والتقنيات الحديثة للمعلومات. ويتوخى من هذا المؤتمر الدولي، الذي تنظمه المدرسة العليا لأساتذة التعليم التقني بالرباط، والمدرسة الوطنية العليا للمعلوميات وتحليل النظم (جامعة محمد الخامس الرباط)، أن يشكل فضاء للقاءات وتبادل التجارب المهنية والبيداغوجية بين أساتذة وباحثين من مختلف دول العالم. ويسعى هذا المؤتمر، المنعقد بشراكة مع جامعة الأخوين بإفران، والجامعة الدولية بالرباط، أيضا، إلى الاستجابة لانتظارات القطاع الصناعي من خلال تقديم حلول مبتكرة في مجال الهندسة الكهربائية والتكنولوجيات الحديثة للمعلومات. وقال محمد السعيدي، مدير المدرسة الوطنية العليا للمعلوميات وتحليل النظم، رئيس المؤتمر، إن هذه التظاهرة العلمية ذات طابع خاص من حيث المواضيع التي تتناولها، مضيفا أن هذه المواضيع يتداخل فيها الجانب المتعلق بتكنولوجيات المعلومات والهندسة الكهربائية. وأبرز، في تصريح للصحافة، أن العلاقة بين هذين النوعين من التكنولوجيا يتم استغلالهما في إطار تصورات ومناهج واعدة ومشاريع متجددة ومبتكرة من قبيل المدن الذكية والشبكات الكهربائية الذكية. وأوضح السعيدي أن الهدف من هذه التكنولوجيات الحديثة يتجلى في تحسين ظروف عيش المجتمعات المعاصرة، من ناحية النجاعة الطاقية، والمساهمة في تحسين العديد من مؤشرات التنمية، وتعزيز كفاءات وأداء مختلف أنواع الصناعات. من جهتها، أبرزت سمية الهاني، التي تتولى الرئاسة المشتركة للمؤتمر والأستاذة بالمدرسة العليا لأساتذة التعليم التقني بالرباط، المحاور التي سيتم مناقشتها خلال هذا المؤتمر العلمي، الذي يرمي إلى أن يشكل منتدى دوليا لتبادل الأفكار والممارسات الجيدة في هذا المجال بين العلماء والباحثين والمهندسين والممارسين. وأضافت أن هذا المؤتمر يتناول مجموعة من المواضيع العلمية، المرتبطة بالتكنولوجيات الحديثة للهندسة الكهربائية والمعلومات، التي يتم استخدامها في مختلف الميادين، من بينها الطاقات المتجددة والهندسة الطبية، معتبرة أن برنامج هذه الظاهرة والمستوى المتميز للباحثين المشاركين يستجيب لانتظارات القطاع الصناعي فيما يتعلق بالابتكار. من جهته، قال شارل ديسبان، الأستاذ الباحث في ميدان الاتصالات بجامعة الكبيك بمونريال، في تصريح مماثل، إن تكنولوجيا الهندسة الكهربائية والمعلومات تتيح فرصا كبيرة للتنمية بالنسبة لمجتمعات القرن 21 ليس فقط على المستوى الاقتصادي ولكن أيضا من ناحية التأثيرات البيئية والاجتماعية. وأضاف أن هذا الحدث المتميز المنظم لأول مرة، يتيح فرصة النقاش بين المختصين حول وسائل استخدام التقنيات الكهربائية وتكنولوجيا المعلومات لتحويل المجتمعات وتمكينها من مستقبل أفضل. ويشتمل برنامج هذا الحدث على لقاءات تقنية عادية، وورشات ولقاءات خاصة، وعروض ومحاضرات، وجلسات عامة تتناول آخر المستجدات المتعلقة بالتقدم العلمي في ميادين الهندسة الكهربائية والتكنولوجيات الحديثة للمعلومات بصفة عامة، والتقنيات الحديثة المستخدمة في مجال الطاقات المتجددة والشبكات الذكية ومراقبة النظم الصناعية على وجه الخصوص. وحسب المنظمين فإن نتائج الأبحاث التي ستعرض من قبل خبراء دوليين مرموقين في مجالات الهندسة الإلكترونية وعلوم المعلوميات سيستفيد منها الفاعلون الاقتصاديون المغاربة. كما يشكل هذا الحدث، المنظم على مدى ثلاثة أيام، فرصة لإرساء شراكات وتعاون بين المغاربة والأجانب لإدارة مشاريع تعالج مواضيع ذات اهتمام مشترك.