التلاميذ والنساء «المتبرجات» أصبحوا هدفا لعدليي حركة 20 فبراير، ليس للمطالبة ب «إسقاطهم أو رحيلهم»، كما هو معمول به في الشعارات واللافتات المرفوعة في المسيرات الأسبوعية ضد رموز الفساد، ولكن لنقل عدوى الاحتجاج أولا بالنسبة للمتمدرسين إلى قلب مؤسساتهم التعليمية، وثانيا لإرغام المرأة الفبرايرية على الخروج إلى الشارع في «لباس محتشم». فآخر التوصيات التي خرج بها عدليو تنسيقية الدارالبيضاء أثناء عقد الجمع العام مساء الأربعاء 19 أكتوبر بمقر الحزب الاشتراكي الموحد، هو تشكيل لجنتين جديدتين، هما «اللجنة النقابية» و«اللجنة التلاميذية»، في انتظار فرضية إحداث «لجنة المرأة المنقبة أو المتحجبة» انطلاقا مما دار من نقاش حاد ومتشنج بين العدليين والمستقلين حول هذا الموضوع بالذات في الجمع الأخير. نقطة «تشكيل لجنة تلاميذية» حسب مصادر تابعت أطوار الجمع، لم تكن موضوع أي نقاش أو اهتمام بين الحاضرين بالرغم من إثارتها بشكل فردي خلال مداخلة أحد الأعضاء الطليعيين، إلا أن التوصيات التي أعلنتها أمس بعض بيانات تنسيقية حركة 20 فبراير بالدارالبيضاء، أدرجت فيها هذه اللجنة الجديدة، وذلك في رأي بعض المستقلين كنوع من «إسقاط الطائرة» وفرض الأمر الواقع من طرف العدليين، الذين يتحكمون في لجنة الإعلام واللوجستيك. أما قضية مطالبة كل نساء حركة 20 فبراير بالالتزام باللباس المحتشم أثناء المشاركة في المسيرات الاحتجاجية، فقد شبهها بعض المستقلين ب«محاكم التفتيش»، التي وضعتها جماعة العدل والإحسان في مواجهة نساء الحركة غير الملتزمات باختيارات العدليين في ارتداء «أزياء محتشمة»، خصوصا بعد منع مجموعة من الفتيات الفبرايريات من قبل العدليين في مسيرات سابقة من امتطاء السيارات ورفع شعارات عبر مكبر الصوت بسبب نوعية ملابسهن، التي تكشف سواعدهن وشعرهن، حيث تم وصفهن خلال الجمع العام الأخير ب«الخروج عن التعاليم الدينية والتقاليد المغربية، وبأن الحركة لا يشرفها أن تمثلها “متبرجات”» . هذا التدخل «العدلي» في شكل لباس العضوات المستقلات، خلق خلال نقاشات الجمع العام الأخير، التي دامت لساعات حالة من الاحتقان بين الطرفين، خصوصا أن المستقلين يتهمون العدليين بالتسبب في «خلخلة الحركة وتعطيل اجتماعات اللجن الوظيفية وتهريبها خارج المقرات وتغييب تقاريرها، وذلك وفق اختيارات تخدم توجههم السياسي والفكري “. أما بخصوص توجه العدليين إلى ما يسميه غير المتفقين معهم ب«تجييش التلاميذ» من أجل الوصول إلى مقاصد غير واردة أو معلنة في أجندة مطالب حركة 20 فبراير، فقد بدأ يتخوف المعارضون لهذا التوجه من إدخال التلاميذ إلى مضمار المسيرات الاحتجاجية الأسبوعية ودفعهم إلى الإضراب داخل مؤسساتهم التعليمية، مما قد يشكل زعزعزة للموسم الدراسي الحالي، حيث كان من أول بوارد هذا «التجييش التلاميذي»، الاحتجاجات الأخيرة، التي شهدتها العديد من الثانويات يوم الثلاثاء 18 أكتوبر الجاري، تحت شعار «التلميذ جا وقتك. نوض دوي على حقك». كما سبقتها تجربة مماثلة في 23 مارس الماضي تحت اسم «الحركة الفيسبوكية لتلاميذ الثانويات»، بالرغم من أنها تلق حينها أي صدى احتجاجي داخل المؤسسات التعليمية سوى بعض الانقطاعات القصيرة والمتفرقة في عدد من الثانويات.