عدد كبير من الفنانين المغاربة المشاركين في الدورة الرابعة لمهرجان مكناس للفيلم التلفزيوني حلوا بعد زوال يوم الاثنين بالسجن المحلي تولال 3 الخاص بالنساء، بمناسبة عرض فيلم "ألوان في المنفى" من إنتاج القناة الثانية سنة 2014، ومن إخراج مصطفى مضمون، وسيناريو محمد اليوسفي. من بين الفنانين الذين حلوا بهذه المؤسسة، هناك الفنان محمد مفتاح رئيس لجنة التحكيم، والفنان عزيز سعد الله الذي حظي بالتكريم في حفل افتتاح المهرجان مساء يوم الجمعة الماضي، والفنان عزيز موهوب وزوجته، والفنانون عبد الصمد مفتاح الخير، خديجة عدلي، مجيدة بنكيران، فاطمة بوجو، صفاء الزكاني، لبنى شكلاط، يحيى أفندي، بالإضافة إلى مخرج وكاتب فيلم "ألوان في المنفى"، وثلاثة من الممثلين الذين شاركوا في الفيلم، وهم عمر السيد، كمال كاظمي الشهير بدور البطولة الذي أداه في مسلسل حديدان، وعدنان موهيجة. وقد وجد الفنانون في استقبالهم أثناء وصولهم إلى المركب السجني كلا من مديرة السجن المحلي النسائي تولال 3، ومديري السجن المحلي تولال 1 و تولال 2 المخصصين للرجال، والطاقم الإداري والاجتماعي وحراس وحارسات المؤسسات السجنية الثلاث. ولعل أقوى لحظات هذا اللقاء، بعد كلمتي الترحيب اللتين ألقتهما مديرة السجن النسائي والمساعدة الاجتماعية، هي تلك التي قامت فيها نزيلتان شابتان بقراءة نصين من إبداعهما، عبرتا فيه بلغة جميلة، مفعمة بمشاعر الود والاعتراف، عن فرحتهما بهذه الالتفاتة التي خصها الفنانون المشاركون في المهرجان بنزيلات المؤسسة السجنية، وهما نصان في غاية التأثير، مما جعل الفنان عزيز سعد الله يطلب من إحدى الشابتين أن تمنحه نسخة من نصها الذي تتحدث فيه بتقنية كتابة السجع، عن الخطيئة والثواب، وعن الندم والحسرة والتفاؤل والأمل، وهو الطلب الذي استجابت له النزيلة، ومنحته النص الأصلي للنص. وقد صرح الفنان عزيز سعد الله لموقع "أحداث.أنفو" وجريدة "الأحداث المغربية" بأنه تأثر كثيرا عندما عرف الحادث الذي بسببه تقبع هذه الشابة المثقفة في السجن، وقال بأنه سيقوم بوضع النص داخل إطار مزخرف (برواز)، وسيعلقه في بيته، وإذا سأله أي شخص عن سياق النص المعلق في البيت داخل البرواز، سيحكي له عن قصة هذه الشابة. وقبل العرض ، قام طاقم الفيلم بتوجيه عبارات الامتنان لإدارة المؤسسة وإلى النزيلات، متمنيا أن يساهم مضمون الفيلم في منحهن بعض المتعة، وأن يبعث في دواخلهن بعض البهجة. وفي الوقت الذي لم يستطع الممثل عدنان موهيجة أن يتحكم في مشاعره واضطر لمغادرة قاعة العرض لإخفاء دموعه التي انهمرت من عينيه، آثر الفنان عمر السيد أن يهدي النزيلات أغنية ناس الغيوان "يا بني إنسان" التي تحمل كلماتها الكثير من المغازي القريبة من الحالة التي تعكسها اللحظة، وقد صاحبه في أداء الأغنية الفنانون الحاضرون ونزيلات المؤسسة السجنية. وعن هذا النشاط الاستثنائي الذي يُبرمج لأول مرة في المهرجان منذ دورته الأولى، صرح الفنان محمود بلحسن مدير المهرجان، وهو أيضا رئيس مصلحة الشؤون الثقافية بالمديرية الجهوية لجهة مكناس تافيلالت، ل "أحداث.أنفو" وجريدة "الأحداث المغربية"، موضحا بأن المهرجان أصبح الآن يسعى إلى الانفتاح على المؤسسات وعلى هيئات المجتمع المدني، حيث تمت هذه السنة برمجة عروض أفلام في المعهد الفرنسي لأول مرة، وأكد بأن التفكير في عرض فيلم في السجن المحلي تولال جاء نتيجة تعاون سابق جمعه في مناسبات سابقة مع هذه المؤسسة، من خلال مجموعة من الأنشطة التي سبق له أن نظمها هناك، بموجب اتفاقية شراكة بين وزارة الثقافة وبين المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، ومؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء. وأضاف محمود بلحسن بأنه مادام المهرجان يهدف في عمقه إلى المساهمة في بناء منظومة من القيم الراقية التي تساعد على السمو بالمواطن فكرا وسلوكا، فإن نزلاء ونزيلات السجون يندرجون ضمن الفئة التي يهدف المهرجان إلى الاقتراب منها، والتواصل معها، حيث سيكون موعد نزلاء سجن القاصرين تولال 2 الرجالي مع عرض ثان، خاص بفيلم "بابا تكونيكطا" للمخرجة فريدة بورقية. أحمد الدافري