السكن الاجتماعي يسيل لعاب العديد من المنعشين العقاريين بالمغرب. الحكومة بعدما قررت تنفيذ برنامج جديد لهذا الصنف من السكن يمتد إلى العام 2020، كانت تعلم بأن انخراط المنعشين العقاريين سيكون كبيرا في هذا البرنامج، لذلك قررت وضع دفتر تحملات يحدد شروط الانخراط في البرنامج. المنعشون العقاريون من جانبهم دافعوا باستماتة للحفاظ على هوامش ربح مريحة، فكان الالتزام بتنفيذ مشروع عقاري يرتبط بالأساس برفع عدد المساكن المخول إنجازها في الهكتار الواحد.مدن مغربية عديدة يشهد لها بحركية عقارية كثيفة، باتت قبلة للإسمنت مقابل اختفاء تدريجي للمساحات الخضراء والمرافق الضرورية للحياة. الوضع هذا يجد تفسيره في ارتفاع عدد المساكن المنجزة في المشاريع العقارية. في هذا الوقت قررت شركة “أليانس” العقارية تخفيض عدد المساكن المنجزة في الهكتار الواحد، حسب رئيسها المدير العام العلمي لزرق الذي كان يتحدث الجمعة الماضي خلال ندوة صحفية للإعلان عن النتائج المالية للمجموعة خلال النصف الأول من العام الحالي، إلى حدود 230 مسكنا، فيما مشاريع عقارية أخرى تعود ملكيتها إلى منعشين عقاريين آخرين يفضلون رفع عدد مساكنهم في الهكتار الواحد إلى ما بين 300 و400 مسكن. “لقد دافعت بنفسي عن تخفيض عدد المساكن في الهكتار الواحد أمام والي مدينة الدار البيضاء”، يقول العلمي لزرق، قبل أن يضيف “من العيب ألا تجد الأسر المغربية أماكن تتنفس من خلالها هواء نقيا، لقد باتت المشاريع السكنية أشبه بمساحات إسمنتية خالصة”. لزرق يريد هنا أن يوجه أصابع الاتهام إلى عدد من المنعشين العقاريين يدافعون دوما عن تعظيم هوامش الربح، دون أن يكون حاضرا في ذهنهم ضرورة تضمين مشاريعهم العقارية للمرافق الضرورية التي تحتاجها الأسر في حياتها اليومية، من قبيل المستشفيات والمحلات التجارية والمساحات الخضراء والمدارس... “صحيح أن السكن الاجتماعي، يساهم بحوالي 65 في المائة من رقم المعاملات الإجمالي لمجموعة “أليانس”، إلا أن هذا الوضع لا يجب أن يثنينا عن ضرورة حضور حس المواطنة خلال إنجاز المساريع العقارية الخاصة بهذا الصنف من السكن”، يقول لزرق. رقم معاملات مجموعة “أليانس” ارتفع خلال النصف الأول من العام الحالي إلى حوالي 1,67 مليار درهم، وهو ما شكل زيادة بلغت نسبتها 7 في المائة بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي. “أليانس” سارت بذلك على خطى توقعاتها الأولية المعلنة في نهاية العام الماضي، عندما انتظرت ارتفاع رقم معاملاتها إلى حدود 1,7 مليار درهم. وبنفس الأداء سارت الأرباح الصافية للمجموعة عندما ارتفعت إلى حدود 258 مليون درهم، وهو ما شكل زيادة بلغت نسبتها 15 في المائة بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي، علما أن التوقعات الأولية للمجموعة استقرت في حدود 250 مليون درهم. النتائج المحققة تعود بالأساس، حسب مسؤولي الشركة، إلى وجاهة الاستراتيجية التجارية لهذه الأخيرة، والتي ركزت على تنويع منتوجاتها إلى جانب الاستماع إلى السوق، إذ تنخرط الشركة في قطاعات بقدرات قوية من قبيل السكن الاجتماعي والقطاع السياحي من خلال تشييد الفنادق لفائدة العلامات الفندقية الكبرى، وبدرجة أقل السكن الفاخر... ويرتفع الوعاء العقاري لمجموعة “أليانس” إلى متم يونيو الماضي إلى حدود 1860 هكتار ستكون مخصصة في أغلبها لفائدة السكن الاجتماعي.