هناك ربما إرادة من المدير الجديد للمركز السينمائي المغربي للإصلاح،لكن هل التابعون (و هم كثر) واعون بالأمر؟ على هامش المهرجان الوطني للفيلم،ندوة تتناول سبل التصريف السليم للمال العام المخصص لدعم السينما المغربية..هنا اعتراض أول،يتمثل في أن التدبير الجيد مبني أساسا على توزيع أمثل لمال الدعم.الندوة تفقد معناها،بمجرد أن تعرف بأن الأسماء التي استفادت مرارا من الدعم ،لازالت تتكلم و تطالب بمزيد من دعم بدون خجل..الخجل كلمة لا يعرف معناها كثير من مخرجين همُهم الوحيد،نصيب من الغلة في كل مرة.. ما يقدمونه في كل مرة منذ أعوام و أعوام صرتم تعرفون مآله في آخر المطاف..أفلام مدعمة أغلبها لا يشاهد داخليا،أما خارجيا فالمشهد واضح..أفلام مدعمة،لم و لا يمكنها أن تتنافس حيث يتنافس الكبار سينمائيا..يتهافتون على الندوة و يقطعون الطريق على جيل شاب من مخرجين،و الهدف أن يضمنوا بقاءهم جاثمين على القلوب و مؤثرين سلبا على العيون.من قدم طيلة عقود أعمالا كثيرة فشلت فشلا ذريعا على كل الأصعدة،هل من حقه ان يطالب بالدعم مجددا؟ما الذي يمكن ان يكشفه لنا سينمائيا في أرذل العمر؟ هو مال عام أيها السادة،و من المفترض بالكلام الواضح ان ندعم من نرى بأنه متوفر على مقومات المبدع الحقيقي اعتمادا على النتائج التي حققها سلفا،أو أن نبحث على شبان موهوبين مُكونين.." La Fémis" و "مدرسة تولوز"،زرتهما مؤخرا و شبان مغاربة يتعلمون أسس الحرفة هناك.. من سيمد لهم يد العون؟المسألة غير معقدة،و المطلوب قبل تنظيم كل ندوة أن نكون مستعدين في مخيخاتنا لدعم من يستحق الدعم،و هنا أعطي المثال بالشاب الكندي "كزافيي دولان" ذو الخمسة و عشرين عاما الذي اقتسم جائزة لجنة التحكيم الخاصة في" مهرجان كان" مع الكبير "جون ليك غودار"..ثلاثة من صناديق الدعم الصغيرة في الكيبيك، دعمت عمله "Mommy" لأنهم يعرفون قيمة المبدع الشاب و النتيجة لم تتأخر.. يفتحون نقاشا حول سبل التوزيع الجيد،و صرف المال العام بطريقة مثلى في السينما..كلام جميل،لكن كيف يمكن لهذا النقاش أن تقوم له قائمة في وقت نمنح فيه رئاسة لجنة الدعم لأستاذين نحترم كفاءتهما في مجال اختصاصهما و هما عبد الكريم برشيد و مبارك ربيع..رئيس سابق و حالي للجنة دعم السينما ليس لهما كبير علاقة بالسينما،أما فيما يخص بقية الأعضاء حين أطلع على بعض من أسمائهم في القائمة أضحك ثم أضحك و أضحك و أنصرف.. من يقرر في مصير الدعم من المفترض فيه أنه يعرف معنى السيناريو،و يعرف كيفية قراءة السيناريو و أن يشاهد السينما و هو أضعف الإيمان..هذا الموضوع،سأخصص له أركانا كثيرة و سنضع كل اسم أمام مسؤولياته..يجب أن تفهم هذه الجملة الأخيرة:التعيين في منصب اتخاذ القرار في توزيع المال العام، تكليف.فقط تكليف.. لندعهم ينظمون ندواتهم التي يتداولون فيها الكلمة بينهم،و بدورنا سنقول كلامنا الذي يخاطب العقل و سنرى من سيتعب.. بقلم: بلال مرميد صحافي بإذاعة البحر الأبيض المتوسط "ميدي آن". برنامج "سي بي إم"