تستعد مدينة تافراوت لاحتضان الدورة الخامسة لمهرجان اللوز، من 6 إلى 8 مارس القادم، تحت شعار "أرض اللوز .. ثروة الغد"، بمبادرة من جمعية اللوز بالمدينة بتعاون مع عدد من الشركاء. وذكر بلاغ للمنظمين أن هذه الدورة، التي تنظم بشراكة مع وزارة الفلاحة والصيد البحري وعمالة إقليمتيزنيت وبلدية تافراوت وبدعم من الفعاليات الاقتصادية المحلية، ستكون مناسبة لترسيخ تيمة المهرجان المتجلية في الاحتفال بفترة إزهار شجرة اللوز. وأوضح المصدر ذاته أن هذه التظاهرة تتطلع إلى رد الاعتبار لشجرة ومنتوج اللوز المحلي باعتبارهما موروثا طبيعيا وثقافيا يحتل مكانة مهمة في تاريخ وحاضر ساكنة جبال الأطلس الصغير، إلى جانب تشجيع وتعزيز مبادئ الاقتصاد التضامني، من خلال خلق ديناميكية تستفيد منها التعاونيات الفلاحية بالمنطقة تثمينا لمنتوجاتها وحفاظا على طابعها التقليدي. واعتبر البلاغ أن المهرجان يشكل فرصة لإظهار التفرد الثقافي للمدينة حيث دأبت الساكنة على الوفاء للاحتفال بفترة إزهار شجرة اللوز الذي يتزامن مع عادة "إدرنان"، وهي عادة اجتماعية وثقافية تحمل الكثير من الدلالات الرمزية التي تدل على علاقة الإنسان الأمازيغي بالأرض ومدى قوة وقدم استقراره بالمجال. وستتضمن برمجة الدورة الخامسة فقرات وأنشطة متنوعة ومختلفة تسعى لإرضاء مختلف الأذواق والفئات من النساء والشباب والأطفال في المجالات الثقافية والفنية والعلمية والرياضية، إلى جانب معارض كبرى للمنتوجات الفلاحية بمشاركة عارضين من مختلف مناطق المملكة. كما تمثل هذه التظاهرة فرصة لإطلاع الزوار عن قرب على جديد منتوجات التعاونيات والشركات الفلاحية ومناسبة للقاء بين العارضين والباحثين والمسؤولين المؤسساتيين لتبادل الخبرات والأفكار والتجارب في أفق تطوير القطاع الفلاحي وتحسين المردودية والرفع من الجودة والتنافسية. وتتكون سلسة إنتاج اللوز في المغرب، أساسا، من استغلاليات تقليدية تتمركز بالخصوص في جهتي تازةالحسيمةتاونات وسوس ماسة درعة، اللتين تشغلان أزيد من 50 في المائة من المساحة المزروعة لكنهما لا تساهمان سوى بثلث الإنتاج، في مقابل جهتي فاس ومكناس اللتين تساهمان بما يربو على 30 في المائة من الإنتاج ولا تغطيان سوى 6 في المائة من المساحة المزروعة. وتفيد إحصائيات وزارة الفلاحة والصيد البحري بأن زراعة اللوز، التي تعد ثاني شجرة مثمرة من حيث المساحة، انتقلت على المستوى الوطني من 134 ألف هكتار في سنة 2008 إلى ما مجموعه 151 ألف هكتار في سنة 2012، أي ما يعادل ارتفاعا بنسبة 13 في المائة. أما من حيث الإنتاجية، فقد سجلت هذه السلسة تطورا ملحوظا إذ انتقلت من 72 طن للهكتار في سنة 2008 إلى 99 طن في 2012، وهو ما يوازي زيادة بنسبة 19.8 طن للهكتار من اللوز المقشر.