ألهبت الفنانة باتول مرواني حماس جماهير تافراوت خلال السهرة الفنية الأولى للدورة الرابعة لمهرجان اللوز التي افتتحت يوم الجمعة المنصرم. جمهور تافراوت تفاعل بشكل كبير مع النغمات الصحراوية المتناغمة مع موقع تافراوت الاستراتيجي في احضان جنان اللوز، على ايقاع الفن الحساني العريق، ما جعل الجمهور يردد في اكثر من مناسبة مقاطع من أغانيها بشكل جماعي. مجموعة أودادن وخلال السهرة الثانية، والتي نظمت مساء أول امس السبت، ألهبت بدورها الجمهور بمجموعة من أغانيها الخالدة التي راقت أدواق كل فئات المنطقة، و التي تفاعلت بشكل كبير مع الأغاني الأمازيغية الرائدة لهذه المجموعة. وكان والي جهة سوس ماسة درعة، الذي كان مرفوقا بعامل اقليمتزنيت، و رئيس المجلس الجهوي سوس ماسة درعة و عدد من المنتخبين و الفعاليات المحلية، قد افتتح فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان اللوز بمدينة تافراوت والذي نظم من 28 فبراير الجاري إلى 2 مارس المقبل، تحت شعار "أرض اللوز .. ثروة الغد" بمبادرة من جمعية اللوز بتافراوت بتعاون مع عدد من الشركاء. وتهدف هذه التظاهرة إلى رد الاعتبار لشجرة ومنتوج اللوز المحلي باعتبارهما موروثا طبيعيا وثقافيا يحتل مكانة مهمة في تاريخ وحاضر ساكنة جبال الأطلس الصغير، إلى جانب تشجيع وتعزيز مبادئ الاقتصاد التضامني، من خلال خلق دينامية تستفيد منها التعاونيات الفلاحية بالمنطقة تثمينا لمنتوجاتها وحفاظا على طابعها التقليدي. وعرفت البرمجة العامة لهذه الدورة تنوعا مهما، حيث تخللتها مجموعة من الأنشطة والفقرات تراوحت بين ما هو فني وثقافي وعلمي ورياضي واقتصادي تضامني. و كان لجمهور وزوار وضيوف مهرجان اللوز موعد مع سهرات فنية كبرى وندوات علمية وثقافية، إلى جانب أنشطة رياضية متنوعة ومسابقات جهوية في الشعر ومعارض كبرى لمنتوجات التعاونيات الفلاحية، فضلا عن فقرات تجمع بين الفرجة والإفادة على مدى ثلاثة أيام. يذكر ان سلسة إنتاج اللوز في المغرب، تتكون أساسا، من استغلاليات تقليدية تتمركز بالخصوص في جهتي تازةالحسيمة تاونات وسوس ماسة درعة، اللتين تشغلان أزيد من 50 في المائة من المساحة المزروعة لكنهما لا تساهمان سوى بثلث الإنتاج، في مقابل جهتي فاس ومكناس اللتين تساهمان بما يربو على 30 في المائة من الإنتاج ولا تغطيان سوى 6 في المائة من المساحة المزروعة. وتفيد إحصائيات وزارة الفلاحة والصيد البحري بأن زراعة اللوز، التي تعد ثاني شجرة مثمرة من حيث المساحة، انتقلت على المستوى الوطني من 134 ألف هكتار في سنة 2008 إلى ما مجموعه 151 ألف هكتار في سنة 2012، أي ما يعادل ارتفاعا بنسبة 13 في المائة. أما من حيث الإنتاجية، فقد سجلت هذه السلسة تطورا ملحوظا إذ انتقلت من 72 طن للهكتار في سنة 2008 إلى 99 طن في 2012، وهو ما يوازي زيادة بنسبة 19.8 طن للهكتار من اللوز المقشر.