المدينة الحمراء بعدما تحاشاها أكثر من سائق سيارة أجرة وهي في أمس الحاجة لمن ينقلها إلى مستشفي ابن زهر الاقليمي بعد ليلة قشتها بين الحياة والموت اثر ارتفاع مفاجئ نسبة السكر في دمها، أشارت «الباتول» على التاكسي الأول، الثاني، الثالث فالرابع، لكن كل السائقين ماإن يحملقوا في وجهها ويتأكدوا من أنها مجرد مغربية يتحاشونها وأعينهم تبحث عن الهمزة الممثلة في السياح الأجانب أصحاب الجيوب المنتفخة. الباتول ولما فقدت الأمل في إيجاد تاكسي صغير ينقلها إلى وجهتها اتكأت على ابنتها المرافقة لها وهي تجر رجليها مشيا في طريقها إىي المستشفي وهي تسب وتلعن الأيام التي أبقتها حية حتى شاهدت بأم عينها التمييز في حق أولاد البلاد على عينيك يابن عدي لصالح الأجانب من سياح ومقيمين. همهمات وحيدة ظلت ترددها: «حسبي الله ونعم الوكيل. حالة «الباتول» ماهي إلا حالة واحدة من مئات بل آلاف الحالات التي تتكر على مدار الساعة في كل شوارع وأزفة وطرقات مراكش حتى أصبح المواطن المراكشي الباحث عن تاكسي كمن يبحث عن ابرة في بحر وخلقت حالات من الخنق والتشكي الدائم من ساكنة المدينة، عللى امتداد ساحة جامع الفنا بجوار كافي «كلاصيي» أو كافي «فرانس» أو بجوار مركز البريد في الساحة أو بجوار فندق التازي على مقربة من ممر «البرانس» أوفي شارع محمد الخامس وحتى في الأزقة المتفرعة والصغيرة، العشرات من المراكشيين نساء ورجالا وحتى أطقال وتحث أشعة الشمس الحارقة يصطفون يوميا علي امتداد مجموع المدينة بالعشرات وأياديهم تلوح لكل طاكسي صغير يترائى للأعين، لكن لامبالاة السائقين هي الجواب الدائم على اشارات الأيادي و الأدهى أنه على بعد أمتار من المصطفين يقف أكثر من طاكسي في أول اشارة من سائح أجنبي، بل في حالات كثيرة يدخل العديد من السائقين في عراك من أجل الفوز ب «كورسة» مع السائح هي الفوظى وقانونهم الخاص الذي فرضه سائقو الطاكسيات الصغيرة في المدينة الحمراء الذين أصبحوا يجوبون الشوارع ذهابا وإيابا بحثا عن أجانب دون رادع أو تدخل لاعادة الأمور إلى نصابها من قبل السلطة المحلية التي تتلقى شكايات تلو الأخرى من هذه الممارسات اللاقانونية، بل الأكثر من ذلك أن الأمر يجري في كثير الأحيان تحث أعين عناصر الأمن المكلفين بتنظيم السير وخاصة في شارع حمان الفطواكي قبالة فندق التازي أو في شارع محمد الخامس أو قبالة محطة القطار في شارع الحسن الثاني تجاوزات سائقي الطاكسيات تستفحل وتزداد أكثر خاصة في المساء حيث ماإن يسدل الليل خيوطه حتى يضع المراكشيون البسطاء الذي لايمكلون سيارات أو دراجات نارية أياديهم على قلوبهم من أن يصيبهم مكروه أو وعكة صحية مخافة أن لايجدوا وسيلة نقل تقلهم إلى مستعجلات مستشفى ابن طفيل أو ابن زهر أو مستشفى الأنطاكي. أحد المراكشيين الظرفاء وبعد نصف ساعة من الانتظار في زنقة «الرميلة» بحثا عن طاكسي يقله إلى حي «أسيف» دون جدوى علق ساخرا: «هاذ الشيافر بغاو غير النصاىي باش يربحو بالزربة إوا الله يبعثهوم ان شاء الله غدا يوم القيامة معاهم وحنا أسيدي غادي نرجعوا غير للكواتشة ودقة دقة».