فجأة تحولت فرجة أربع طفلات فوق بئر مهجور إلى مأساة حقيقية بدوار أسايس بجماعة التمسية بإقليم إنزكان، هوى غطاؤه الإسمنتي إلى القعر فابتلع صغيرات في عمر الزهور، فسقطت عليهم الأحجار، ولم يبق لهم عمق متر ونصف من الماء أي محاولة للبقاء على قيد الحياة. الضحايا طفلات أكبرهن عمرها 13 سنة، والصغرى ثلاث سنوات، الثالثة خمس سنوات، فيما الرابعة في سنتها الثامنة، بينهن ثلاث شقيقات، والرابعة بنت خالتهن قدمن عند أسرتها برفقة ذويهن في زيارة خاطفة بمناسبة العطلة. كانت نساء البيت يتجاذبن أطراف الحديث غير بعيد عن البئر يستمتعن بخضرة المكان، بعدما وضعن الأطفال تحت رقابة عيونهن. الطفلات من جانبهن كنن فرحات بهذا اللقاء العائلي، فصعدن فوق الغطاء المشيد فوق البئر مند 1964 "ضالة"، وشرعن في الرقص فوقه، منجذبات بالطنين الذي يصدر عنه ويتردد في القعر. فجأة سمعت النسوة وقع صوت انهيار، التفتن إلى الطفلات ولم يرمقن أي أثر لهن، وعلى الفور جرين باتجاه البئر ليجدن غطاءه انهار واختفت الطفلات الأربع اللواتي كنن فوقه. تعالى صراخهن فقدم أحد الشبان من ابناء دوار أساسيس ومد حبلا طويلا، بمساعدة ساكنة المنطقة وتمكن من انتشال جثة الكبرى، لكن غالبته المياه فلم يتمكن من العتور على باقي الجثث عندها قام الجيران بإخطار السلطة المحلية والدرك الملكي بمركز التمسية، وتم إخطار الوقاية المدنية بمدينة إنزكان، فهرعت إلى عين المكان وقامت عشية يوم أول أمس بانتشال باقي الجثت وسط صراخ وعويل أولياء الامر، وبعض ساكنة الحي. وقد جرى نقل الجثت إلى مستشفى الحسن الثاني من أجل إجراء تشريح طبي. بعد التساقطات المطرية وانتعاش الفرشة المائية، عاد الماء للجب وامتلأ بأزيد من متر ونصف وبسبب ذلك غرقت الفتيات، وقضين نحبهن جميعا، جئن لقضاء عطلة الخريف فابتلعهن جب مهجور مند أزيد من خمسين سنة، تآكلت قضبانه الحديدية وتلاشي إسمنته، وبقي مجرد أثر.جانب من الساكنة عزا سقوطة إلى الأمطار الفيضانية الأخيرة التي غمرت المنطقة، فتآكلت جنباته، وقضبانه الحديدية، وتحول إلى تمساح ابتلع الصغيرات دفعة واحدة. الدرك الملكي من جانبه قام بمسح لمحيط البئر وجنباته، وفتح تحقيقا في القضية من خلال الاستماع لإفادات أولياء أمور الضحايا،والشهود. حادثة أول أمس جعلت الساكنة بإقليم إنزكان تدق ناقوس الخطر بشأن مجموعة من الآبار المهجورة، منها ما هو مفتوح الفوهة بدون غطاء، ومنها تلك الشبيهة بهذا البئر الذي أغلق مند سنوات، وتآكلت سداداته، ودعاماته، فقد تتحول الآبار المهجورة فجأة إلى فخ يصطاد الصغار، فجماعات التمسية وأولاد داحو والكفيفات تخلت عن الآبار بعد توفير خدمات الماء الصالح للشرب داخل البيوت، إلى جانب التخلي عن الآبار التي أقيمت سابقا بهدف السقي الفلاحي وهذه الحادثة تستدعي اتخاذ تدابير رسمية بشأنها.