يمثل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمام برلمان بلاده، للاستجواب بشأن "نزهة" قام بها مع نظيره الأميركي جون كيري، في 14 يناير الجاري، خلال جولة مفاوضات بشأن ملف طهران النووي في جنيف بسويسرا، وفق ما وذكرت وسائل إعلام إيرانية حكومية. وذكرت صحف محلية، ووكالة وكالة فارس الناطقة بلسان المتشددين، أن 21 عضوا في البرلمان وقعوا على طلب استجواب وزير الخارجية لاستيضاح موقفه من النزهة التي استمرت 15 دقيقة. وتوجه طلب الاستجواب إلى ظريف بالقول "إن نزهتك الاستعراضية (مع كيري) على أرصفة جنيف كانت قطعا خارجة عن الأعراف الدبلوماسية، فلماذا لا توقف مثل هذه السلوك؟". وأثارت الصور التي تداولتها وسائل الإعلام للدبلوماسيين وهما يسيران جنبا إلى جنب على أرض غريبة، انتقادات من جانب المتشددين الإيرانيين، الذين ينتابهم قلق عميق من التقارب مع ما يسمونه "الشيطان الأكبر". ويوم الجمعة، كال أئمة الجوامع في خطبهم عبارات الازدراء لظريف، والرئيس الإيراني حسن روحاني، على هذه "الهفوة الدبلوماسية". وفي فبراير 2014، أثار ظريف لغطا بعد تصريحاته العلنية التي تشجب "المحرقة اليهودية"، فاستدعي على الإثر إلى البرلمان. وسعى ظريف خلال حديث مع الصحفيين في طهران الأسبوع الماضي إلى تبرير نزهته مع كيري بالقول: "تبادلنا حديثا جادا ورصينا، وربما كان هناك ضرورة للتوقف بضع دقائق واستئناف الحديث بشكل آخر". وأضاف: "هذا الأمر طبيعي للغاية في عالم الدبلوماسية، خصوصا أن الفندق (حيث كنا نقيم) لا حديقة له أو فناء كما كانت المداخل المحيطة مكتظة بالصحفيين الفضوليين". وعلى الرغم من الانتقادات المتنامية، التقى كيري وظريف في دافوس بسويسرا، يوم الجمعة الماضي، لإجراء جولة أخرى من المحادثات النووية.