تغريدة عبر حسابه في التويتر كانت كافية لكي يعلن من خلالها لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي يوم 15 يناير الجاري عن قرب قيامه بزيارة للمغرب، وهي التغريدة التي أعقبت أخرى أكد فيها وزير هولاند في الخارجية أن فرنسا صديقة للمغرب وأن المغرب صديق لفرنسا.. ثم ماذا بعد؟ في الرباط السؤال يطرح نفسه بشدة. الدول الفرنسية عبر وزرائها لازالت تطلق إشارات العداء إلى المملكة، وآخرها تصريح لوزيرة العدل كريستيان طوبيرا التي لم تجد أي موضوع آخر تتحدث عنه في ظل الأزمة التي عصفت بفرنسا والثغرات الأمنية الخطيرة التي كشفتها عملية شارلي إيبدو إلا أن تذكر الجميع – هي التي اغتاظت يوم رسمها الراحل شارب على شكل قرد واعتبرت هذا الكاريكاتير عنصرية مقيتة – أن المغرب يمنع الرسوم الكاريكاتورية يو رسم الراحل شارب توبيرا على شكل قرد وأثار أعصابها قناة "كنال بلوس" هي الأخرى قدمت الأحد 18 يناير روبرتاجا مليئا بالمغالطات عن الكاريكاتير في المغرب تضمن أكاذيب عديدة تندرج ضمن الحملة المعادية للمغرب التي تقودها لوبيات استطاعت التسلل إلى قنوات وإذاعات فرنسا، وهي الحملة التي تتواصل منذ أشهر وتريد من خلالها فرنسا أن تفهم المغرب أنه لايمكن أن يحلق دون أجنحتها علما أن المغرب اختار طريقه، وأعلن من خلالها إصراره على تنويع امتداده الديبلوماسي، وعن رفضه التام الخضوع للابتزاز الفرنسي: إما أن تكون تابعا وإما نحرك ضدك الملفات الكاذبة. لذلك يقولون في الرباط إن تغريدة عبر تويتر لاتكفي، وينتظرون أن تستفيق فرنسا من كابوس شارلي إيبدو وأن تستعيد بعضا من صوابها وقليلا من رشدها وأن تعرف أصدقاءها الحقيقيين، وأن تتعامل معهم بالاحترام التام المتبادل لهذا وعوض انتظار تحقق التغريدة سيقوم وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار هذا الأسبوع بزيارة لباريس حيث سيلتقي، على الخصوص، بنظيره الفرنسي لوران فابيوس. وقال مزوار، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء اليوم الاثنين، "أعتزم التوجه إلى باريس هذا الأسبوع للالتقاء ، على الخصوص، بنظيري الفرنسي لوران فابيوس"، موضحا أن هذه الزيارة ستشكل مناسبة "للوقوف على مختلف أوجه تعاوننا الثنائي، وذلك في السياق الخاص والأليم الذي تجتازه فرنسا". وأضاف مزوار أن "هذه الزيارة تعكس، مرة أخرى ، الإرادة الراسخة والصادقة للمملكة المغربية لتجاوز كافة العوائق التي يمكن أن تعرقل التعاون التام بين البلدين، وذلك بشكل نهائي ودائم".