في الوقت الذي سارعت فيه وزارة الخارجية الفرنسية إلى محاولة نزع فتيل الأزمة الدبلوماسية مع المغرب، التي انطلقت منذ فبراير 2014، خرجت وزيرة العدل الفرنسية، كريستين توبيرا، بتصريح تنتقد فيه المغرب لأنه يعتبر أن "رسم الملك محمد السادس من الطابوهات". وجاء تصريح وزيرة العدل الفرنسية خلال حفل تكريم للرسام "تينيوس"، الذي لقي حتفه خلال العملية الدموية التي استهدفت أخيرا صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة، أسفرت عن مقتل خمسة صحفيين من الجريدة المعروفة باستهزائها من الدين الإسلامي. توبيرا اعتبرت أن المغرب من الدول التي تعرف خللا في حرية الرأي والتعبير، وخصوصا في مجال الكاريكاتير، لأن الجميع يتعامل بحذر من قضية رسم الملك"، مضيفة بأن المغرب يشبه روسيا التي يعتبر فيها رسم صور مسيئة للكنيسة "أمرا ممنوعا". وأكدت توبيرا أنه في فرنسا "يمكن رسم كل شيء حتى الأنبياء والديانات، ولا يوجد لدينا أي خطوط حمراء"، واستغربت من "الانتقادات التي توجه لفرنسا، لأنها تسمح بالاستهزاء من الديانات والأنبياء"، باعتبار فرنسا "بلد فولتير، والحريات التي لا يمكن المساس بها". تصريحات وزيرة العدل حول تعامل المغرب مع رسم الملك محمد السادس، جاءت في وقت أعلن فيه وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، قرب زيارته إلى المغرب، "من أجل تجاوز الخلافات بين البلدين"، حسب ما كتب فابيوس يوم أمس على صفحته في تويتر. وتضرر القطاع الذي تشرف عليه توبيرا بفعل تأزم العلاقات بين المغرب وفرنسا، بعد تعليق المملكة للتعاون القضائي مع فرنسا، الأمر الذي أدى إلى تعطيل العديد من القضايا القضائية بين البلدين، وهو ما دفع وزير الخارجية الفرنسي إلى التأكيد على أنه سيعمل على إعادة تفعيل اتفاقية التعاون القضائي بين البلدين.