كانو كلهم هنا أو تقريبا كلهم. مثل كل يوم أربعاء، الطاولة الكبيرة التي تحتل كل غرفةاجتماع هيئة التحرير تحفل بالحلويات وبالعجائن. في اليسار شارب مدير النشر. هذا الأربعاء 7 يناير قربه جلس كابو وفولانسكي وتينيوس وهونوري وريس، والمحرر لوران ليجي وفابريس نيكولينو وفيليب لانسون ثم الاقتصادي بيرنار ماريس بالإضافة إلى كتاب الأعمدة سيغولين فانسون وإلزا كايا. اجتماع هيئة التحرير يبدأ عادة في العاشرة والنصف وينطلق في حماسه مع النكت التي يتبادلها الحاضرون. موضوع وحد يمكن اعتباره طابوها محرما هو موضوع آلة القهوة لأنه لاتريد الاشتغال أبدا. في الجدران بعض الأغلفة الشهيرة للجريدة وعلم فرنسي وصورة لساركوزي وهو غير راض على الوضع. الاجتماع ينتهي عندما يأتي أوان انتهائه أي حين يستبد الجوع بالحاضرين ويكونون مضطرين للذهاب إلى مقهى موجود في زنقة أملو في الدائرة الحادية عشر لباريس أحد المهاجمين قال على شكل سؤال "شارب؟"ثم ابتدأ إطلاق النار. هذا الأربعاء لم يذهب أحد إلى الغذاء بعد الاجتماع. وهذا الأخير انتهى مع دخول رجلين ملثمين استطاعا أن يسكتا الضحكات المرتفعة وسط القاعة، رجلات لديهما أسلحة ثقيلة أحدهما كان صمرا على السؤال لكي يتأكد من إسم ضحيته "شارب؟" قبل أن يطلق النار عليه. وبعد ذلك امتد إطلاق النار إلى البقية الباقية وحسب شهود العيان كانا معا يصرخان مثل المجانين "الله أكبر" و"ستؤدون الثمن لأنكم شتمتم رسول الله" ولسيغولين فانسون قالا وهما يضعان على رأسها الرشاش " أنت لن نقتلك لأننا لانقتل النساء لكنك ستقرئين القرآن". سبعة محررين ورسامين ماتوا في ظرف ثوان معدودة: كابو، شارب، تينيوس، فولانسكي، بيرنار ماريس، هونوري وإلزا كايا، رغم أنها امرأة ورغم أنهما قالا لها بأنهم لا يقتلون النساء، كاتبة عمود متميزة وطبيبة نفسانية، ثم مصطفى وراد المصحح المتحدر من القبايل الجزائرية والذي حصل على الجنسية الفرنسية شهرا واحدا فقط قبل أن يقتله الإرهابيان، ثم فرانك برينسولارو أحد رجال الشرطة المكلفين بحراسة شارب وميشيل رونو الذي كان فقط يزور الجريدة إبان لحظة القتل هاته في الحادية عشرة و28 دقيقة قبل المذبحة بدقائق قليلة نشرت الجريدة رسما لأبو بكر البغدادي تنبأت فيه بماوقع "خصوصا الصحة" على سبيل التمني الساخر للسنة الجديدة، رسم حمل توقيع "هونوري" أحد الراحلين في ذلك الأربعاء الحزين وحدها كوكو بقيت حية بعد أن اختبأت تحت الطاولة الكبيرة للاجتماع. خمس دقائق من إطلاق الرصاص وانتهى كل شيء، لكن قبل الدخول قتل الإرهابيان فردريك بواسو قبلأن يختما مجزرتهما بقتل أحمد المرابط الشرطي الذي شاهد العالم مقتله ببرودة دم مرعبة في الشارع، ثم انصرفا وهما يصرخان "لقد انتقمنا للنبي محمد"، "لقد قتلنا شارلي إيبدو"