موسم دراسي انطلق متعثرا بالعاصمة العلمية، وينذر بتصعيد مفتوح على كل الاحتمالات، والسبب له علاقة مباشرة بالاكتظاظ داخل الحجرات، ونقص الأطر التعليمية، واحتجاج الآباء على تنقيل أبنائهم إلى مؤسسات بعيدة دون استشارتهم. القائمون على الشأن التعليمي بجهة فاس بولمان، لم يتمكنوا بعد مضي أكثر من أسبوعين عن انطلاق الموسم الدراسي، من وضع خريطة مدرسية محددة بنيابة فاس، ما يلزمهم أكثر من أسبوع، لوضع قطار الدراسة على سكته. إكراهات لا حصر لها، وتعثرات متراكمة سنة بعد أخرى، ناتجة عن سوء الانتشار، وتنامي الاكتظاظ، وسعي الآباء إلى تسجيل أبنائهم بمؤسسات محددة، والتأخير في إنجازات بناءات مدرسية جديدة. ما يناهز350 ألف تلميذ وتلميذة بكل المستويات بالجهة،منهم 35 ألفا من التلاميذ الجدد، ينتظرون توزيعهم بشكل قار، بعيدا عن الاكتظاظ والخصاص في الأطر التربوية الضرورية، التي تقول المصادر إن تعييناتها لم تضبط بعد بشكل نهائي. تسجيل العديد من التلاميذ بمؤسسات بعيدة عن محلات سكانهم، يثير المزيد من الاحتجاج، ومنهم تلاميذ أحياء الأدارسة والسعادة والنور والرشيدية، الذين تم نقلهم لمواصلة دراستهم إلى مؤسسات بعيدة عنهم بأكثر من ساعة ونصف،ما ولد غضبا في صفوف آبائهم وأمهاتهم الذين نظموا الخميس الماضي وقفة احتجاجية أمام الثانوية، للتنديد بهذا القرار الذي لم يجدوا له جوابا مقنعا. النقابات نحت بدورها باتجاه التصعيد، وقررت الاعتصام أمام مقر النيابة ضد ما أسمته ب«جنوح رأس هرم نيابة فاس نحو احتقان الوضع التعليمي»، وقال في بيان مشترك وقعته الهيأة الوطنية للتعليم والنقابة المستقلة للتعليم الابتدائي والجامعة الوطنية لموظفي التعليمم، إن هناك «خروقات وفسادا بالنيابة، وأزمة التواصل وألوان الاحتقان». وأعلنت رفضها القاطع لكل «الحلول الترقيعية التي تنهجها النيابة لمعالجة الخصاص المهول الذي تعرفه مؤسسات المدينة، وغياب الرغبة الحقيقية والصادقة لتدبير محطة الدخول المدرسي بمقاربة تشاركية ضدا على توجهات وخطابات الوزارة». النقابات الثلاث تحدثت أيضا عن عدم الإعلان المسبق عن المناصب الشاغرة لتكافؤ الفرص بين الأساتذة المتبارين، معتبرة «التستر على المعطيات، ضربا واضحا لكل معايير الشفافية»، وهو الوضع الذي أفرز «ضحايا للتفييض القسري وحركية إعادة الانتشار». آباء ونقابات يتحدثون عن صعوبات وتجاوزات تهدد الأمن التربوي بالعاصمة العلمية، ما قد ينذر بمزيد من الاحتقان والتصعيد، والتلميذ هو الذي سيؤدي الثمن في آخر المطاف.