شكل موضوع "الشباب والانخراط" محور الدورة الرابعة والثلاثين ل"مقهى بوليتيس" التي نظمت مساء الجمعة بالصويرة، وذلك للمرة الأولى بهذه المدينة. والتأم خلال هذا اللقاء الذي نظمته جمعية "مغاربة متعددون" بشراكة مع جمعية الصويرة موكادور تحت شعار "الانخراط"، حوالي 230 شابا من مختلف الآفاق لبحث موضوع الانخراط وتطوره وأوجهه المتعددة وحقيقته وتحدياته وآفاقه. وبهذه المناسبة، سلطت عدد من الشخصيات من بينها السيد أندري أزولاي مستشار صاحب الجلالة المعروف بانخراطه من أجل السلام والحوار بين الحضارات ، وهند تعارجي الكاتبة والصحافية، وطارق عثماني، الرئيس الشاب لجمعية الصويرة موكادور، وكريمة خليل، أستاذة باحثة بالمدرسة العليا للتكنولوجيا بالصويرة، وأمين السوفر، فاعل جمعوي صويري، وسفيان حمايني وبوجمعة كيلول بطلان عالميان في الكيت سورف والوين سورف، الضوء على إشكالية الانخراط المعقدة التي تمس العديد من المجالات وتهم العديد من المستويات. وفي هذا السياق، رأى عدد من المتدخلين أن الانخراط يمكن أن يكون ثقافيا أو سياسيا أو اجتماعيا أو شخصيا، في حين اعتبر آخرون أن الانخراط يعني اتخاذ موقف يتطلب الشجاعة والوعي ويفترض عملا تطوعيا ومسؤولية أمام الرأي العام. واعتبر المتدخلون أن ثمة "أزمة في الانخراط" تتجلى في الغياب الملحوظ للشباب عن العمل السياسي والجمعوي، لافتين في السياق ذاته إلى أن بعض الشباب ينخرطون في "الموت" بالانتماء إلى تنظيمات متطرفة تدعو إلى العنف والإرهاب. وأكدوا أن مسألة عدم انخراط الشباب التي تعد مشكلة دولية مردها إلى الهوة الموجودة بين الأجيال التي أدت إلى وقوع خلل على مستوى نقل القيم النبيلة للمجتمع وحصول فجوة بين المواطن والدولة وانعدام الثقة في السياسات والنخب. وشددوا على ضرورة تشجيع وحث الأجيال الجديدة على حمل المشعل والتشمير عن ساعد الجد لمواصلة الدينامية التي أفضت إلى العديد من المكتسبات ، والمشاركة في الحياة السياسية والجمعوية التي تكتسي أهمية بالغة بالنسبة لمن يتوقون إلى إحداث التغيير. وأكد المتدخلون أيضا على ضرورة أن لا يركن الشباب إلى التشاؤم والشعور بالإقصاء وأن يتحلوا بالروح الإيجابية ويشاركوا في نقل قيم الانخراط ، وينتقلوا للعمل دون الاختباء وراء تبريرات من قبيل غياب الوسائل والآفاق، مؤكدين على أن أهم شيء يتوجب فعله الآن هو التسجيل في اللوائح الانتخابية الخاصة بالانتخابات الجماعية والجهوية المقبلة.