يحتاج الأطفال المعاقون ذهنيا إلى الكثير من الإمكانيات المادية والبشرية، وغياب دعم الدولة للعديد من الجمعيات التي تهتم بهذه الفئة من الأطفال التي هي بحاجة لمن يشد بيدها، ويساعدها على التواصل والاندماج داخل المجتمع. في الحوار التالي تحاول السيدة لطيفي فاطمة المديرة الإدارية والبيداغوجية بجمعية آباء وأصدقاء الأطفال المعاقين ذهنيا إبراز بعض المشاكل والصعوبات التي تواجه جمعية آباء وأصدقاء الأطفال المعاقين ذهنيا في مساعدة هؤلاء الأطفال على التمدرس. ما هي التدابير التي تقوم بها الجمعية لمساعدة هذه الفئة من الأطفال من أجل التمدرس والاندماج داخل المجتمع؟ أكثرية الأطفال الذين يلجؤون إلى الجمعية هم من الطبقة الفقيرة الذين لا يتوفرون على تغطية صحية، لتوفير التطبيب والدواء لهم، أو دخل قار يساعدهم على دعم تمدرس أبنائهم المعاقين ذهنيا حيث تضم الجمعية حوالي ثلاثمائة طفل ينتمون إلى أسر معوزة. ويتم ضم هؤلاء الأطفال إلى الجمعية عن طريق القيام بدراسة للحالة المادية للأسرة التي تتقدم بطلب تسجيل ابنها بالجمعية، ومن خلال بعض الوثائق التي تثبث حالتهم الاجتماعية بالإضافة إلى تقديم الأسر لشهادة طبية تثيت إعاقة الطفل. ثم يتم بعد ذلك تكوين ملف نوجهه وزارة إلى التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، يتضمن طلبا للسيدة الوزيرة يلتمس فيه دعم هؤلاء الأطفال المنحدرين من أسر فقيرة. ما هي عدد فروع الجمعية وعدد الأطفال المنتمين إليها؟ تتوافد على جمعية آباء وأصدقاء الأطفال المعاقين ذهنيا الكثير من الطلبات من طرف الأسر المعوزة قد تصل إلى ستمائة طلب في السنة لكن الوزارة المعنية ترفض الموافقة لنا على الزيادة في الطاقة الاستيعابية بدعوى غياب منحة إضافية للجمعية تمكننا من تسجيل عدد أكبر من الأطفال المنحدرين من أسر فقيرة، وللأسف هناك الكثير من الناس الذين تبقى طلباتهم متوقفة في انتظار موافقة الوزارة عليها وقد يطول الأمر لسنوات. والطاقة الاستيعابية للجمعية في الوقت الحالي تصل إلى حوالي ستمائة طفل موزعة على مختلف مراكز الجمعية في انتظار انتهاء الأشغال بالمركز الذي مازال في طور الإنجاز والذي تصل طاقته الاستيعابية إلى ألف طفل. ما هي الجهات التي تقدم الدعم للجمعية؟ الوزارة هي الجهة الوحيدة التي تقدم الدعم لجمعيتنا، وإن كان هذا الدعم غير كاف لأن الطفل الواحد يكلف الجمعية 2500 درهم في حين يقتصر دعم الوزارة على 900 درهم للطفل الواحد، وبالرغم من الرسائل التي نوجهها لمجلس المدينة والجماعات المحلية والعمالة فإننا لا نحصل على أي رد منهم. والمبادرة الوطنية أيضا تدعمنا من حيث تجهيز هذه المراكز، أما من الناحية المادية فلا نتوفر إلا على دعم الوزارة الذي يدخل في دعم التمدرس. بالرغم من توافد المئات من أولياء الأطفال على مركز الجمعية لتسجيل أبنائهم إلا أننا لا نستطيع تقديم شيء لهم سوى تقديم الملفات الخاصة بهم إلى الوزارة المعنية وانتظار الموافقة عليها، هناك العديد من الأسر التي مازالت تنتظر رد الوزارة بالرغم من مرور سنوات على ذلك. ما هي الصعوبات التي تواجهونها في الجمعية؟ من أهم الصعوبات التي تواجه عملنا في الجمعية هي الدعم المادي، لأن الطفل المعاق لديه العديد من المتطلبات الباهضة والمكلفة من أطر متخصصة ومختصين نفسيين، وأطباء عامون وآخرون متخصصون في الترويض وكل هولاء يحتاجون للكثير من المصاريف المادية. لكن الجمعية لا تستطيع توفير كل هذه المصاريف بمفردها لوجود كثير من الالتزامات الأخرى كالحافلات ووجبات الأطفال، وكل هذه الأشياء تحتاج إلى دعم من الدولة كما يحدث في الدول الأوروبية، وإلا سيكون هؤلاء الأطفال عرضة للشارع ويصبحوا أداة للتسول. في الجمعية نقف عاجزين أمام الكثير من الحالات التي تستحق الدعم والمساعدة، لأن هناك الكثير من الأسر التي تأتيها الموافقة من الوزارة متأخرة جدا، وعندما نستدعيهم نجد أن الموت قد سبقنا إلى أطفالهم، وبذلك ما يمكن قوله هو أن هذه المراكز في حاجة إلى دعم كبير من طرف الدولة. حاورتها مجيدة أبوالخيرات مديرة إدارية وبيداغوجية بجمعية آباء وأصدقاء الأطفال المعاقين ذهنيا