تم بإشبيلية (جنوب إسبانيا) تقديم المؤهلات الاقتصادية والفرص الاستثمارية التي يزخر بها المغرب في كافة المجالات، بمناسبة زيارة سفير المغرب بإسبانيا، محمد فاضل بنيعيش. وأجرى الدبلوماسي المغربي، الثلاثاء و الأربعاء، لقاءين مع ممثلي اتحاد رجال الأعمال الأندلسي، ومسؤولين من غرفة التجارة بإشبيلية. وخلال هذين اللقاءين، اللذين عرفا حضورا قويا لممثلي المقاولات الأندلسية المستقرة بالمغرب، وتلك الراغبة في الاستثمار بالمملكة، أكد السيد فاضل بنيعيش أن المغرب، "البلد القوي باستقراره السياسي، يعرف دينامية اقتصادية مهمة، جعلت منه رافعة لنمو المقاولات الإسبانية عموما والأندلسية خصوصا". وقال "إن العزيمة والإرادة السياسية التي تم التعبير عنها على أعلى مستوى بالمغرب يشكلان أفضل خيار للنمو" بالنسبة للنسيج المقاولاتي الإسباني والأندلسي، مبرزا الجهود التي تبذلها الحكومة من أجل تشجيع الاستثمار والتنمية، وتحقيق النمو وتقليل الاعتماد على القطاعات التقليدية. وأضاف بنيعيش أنه في سياق عالمي يتسم بالمنافسة المتزايدة، وضعت الحكومة المغربية، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، استراتيجيات قطاعية لتعزيز أرضية مواتية للتنمية الاقتصادية والاستثمار القائم على عدة ركائز. وأكد أن الاستقرار السياسي، والأسس الماكرو-اقتصادية القوية، والنظام البنكي السليم، والمخططات القطاعية الاستراتيجية، والبنية التحتية الحديثة من المستوى الأول، ومناخ الأعمال إلى جانب التكاليف التنافسية، والعمالة الكفأة والمؤهلة، والموقع الجيو-استراتيجي الفريد، إضافة إلى الأمن القانوني واتفاقيات التجارة الحرة التي وقعها المغرب، كلها مؤهلات تجعل من المملكة وجهة مفضلة للاستثمار الأجنبي. وأوضح السفير أن الاستقرار السياسي الذي ينعم به المغرب هو نتيجة طبيعية لتوجه استراتيجي نحو مزيد من الانفتاح السياسي ببغية ترسيخ دولة القانون وتعزيز المؤسسات الديمقراطية، ونشر ثقافة حقوق الإنسان، وإقامة مؤسسات وآليات وفقا للمعايير الدولية المعمول بها. وفي تدخله بالمناسبة، قال مدير الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات بإسبانيا، عزيز العطيوي، أنه بفضل موقعه الجغرافي الاستراتيجي وإقامة بنية تحتية جيدة، أضحى المغرب يحظى بثقة المستثمرين، وهو ما تؤكده الزيادة الملحوظة في الاستثمارات الأجنبية المباشرة. وأضاف أنه، إلى جانب ذلك، أضحت المملكة بوابة الاستثمار نحو إفريقيا، وفاعلا رئيسيا في النسيج المقاولاتي الإفريقي من خلال حضور قوي في جميع القطاعات، مشيرا إلى أن المغرب "أرض فرص"، مبرزا اهتمام المستثمرين الإسبان المتزايد بتطوير أنشطتهم في المملكة. بدورها، استعرضت هدى بنغازي، المستشارة الاقتصادية بالسفارة المغربية في إسبانيا، الاستراتيجيات القطاعية والنتائج الملموسة التي ساهمت في توضيح الرؤية وإعادة تموضع الاقتصاد الوطني على الساحة الإقليمية والدولية. وأشارت، في هذا الصدد، على سبيل المثال، إلى نتائج مخططات المغرب الأخضر، وهاليوتيس، والإقلاع الصناعي، والطاقة الشمسية والريحية، داعية رجال الأعمال الأندلسيين للاستثمار بالمملكة والاستفادة من الفرص التي تتيحها البلاد. من جانبهم، عبر ممثلو نحو أربعين مقاولة أندلسية، عدد منها تنشط بالمغرب، عن ارتياحهم للاستثمار في المملكة، مشيدين بتطور مناخ الأعمال بفضل التدابير التي اتخذتها الحكومة المغربية. وأشاروا إلى أن المغرب "بلد رئيسي" في توسيع أنشطتهم بإفريقيا، معربين عن رغبتهم في تعزيز حضورهم بالمملكة في جميع المجالات. وتم خلال هذين اللقاءين، اللذين حضرهما الكاتب العام لاتحاد أرباب العمل الأندلسيين انطونيو كاريو، ورئيس غرفة التجارة بإشبيلية فرانسيسكو هيريرو ليون، التأكيد على أهمية تكثيف الاتصالات والبعثات التجارية بين الفاعلين المغاربة ونظرائهم الأندلسيين. وإضافة إلى هذه اللقاءات الاقتصادية، عقد فاضل بنيعيش لقاء مع عميد الجامعة الدولية للأندلس، أوجينيو دومينغيز فيلشيز، أعرب خلاله السفير المغربي عن استعداده لدعم أي مبادرة بيجامعية بين المغرب والأندلس لتعزيز الحوار والتبادل البناء. كما تم خلال هذا اللقاء بحث فرص تعزيز العمل المشترك من أجل التعريف بالتقدم الديمقراطي والتحديث اللذان يعرفهما المغرب. وكان فاضل بنيعيش، بعد ذلك، لقاء مع عمدة إشبيلية، خوان اغناسيو زيودو، تركز حول سبل تطوير العلاقات بين المغرب وجهة للأندلس. وخلال زيارته للأندلس، أجرى سفير المغرب محادثات مع رئيسة حكومة هذه الجهة، سوزانا دياز، ومندوبة الحكومة الإسبانية بها، كارمن كريسبو، ورئيس برلمان الجهة، مانويل غراسيا نافارو. كما التقى ممثلي الجالية المغربية بالمنطقة.