قال عبد الجليل ناظم، عضو هيئة "دار توبقال للنشر"، إن الحضور النوعي للكتاب المغربي بالدورة ال58 لمعرض بيروت العربي الدولي للكتاب، الذي انطلق يوم الجمعة الماضي، "يلفت النظر إلى الإشعاع الثقافي للمغرب عربيا". وأضاف ناظم، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن حضور الكتاب المغربي يدعم بشكل كبير إشعاع المغرب، مشيرا، على سبيل المثال، إلى أن حضور هذا الكتاب بمعرض بيروت، وبعد طول غياب، "أثار الرأي العام خاصة المثقفين والمهتمين، وكذا القراء الذين أقبلوا على الكتاب بشكل ملفت للنظر". وبعد أن أبرز أن الإرهاصات في اليومين الأولين للمعرض تشير إلى أن الحضور المغربي سيكون "ناجحا ماديا ومعنويا"، أشار السيد ناظم إلى أن الناشرين الثلاثة المتواجدين بالمعرض (توبقال ودار الأمان وإفريقيا الشرق، التي عوضت ملتقى الطرق المعلن عنها سابقا) حاضرون في الدورة بمجموعة مختارة من العناوين الصادرة بالمغرب. وذكر بأن العلاقة بين دور النشر اللبنانية والمغربية "قديمة"، على الرغم من أنها كانت في السابق "أحادية الجانب"، مشيرا، في هذا الصدد، إلى أن هناك "تغييرا في المواقع" في سوق الكتاب بالعالم العربي، فبعد أن كان "لبنان ينتج والقاهرة تكتب وباقي العالم العربي يقرأ، أضحى المغرب مركزا من مراكز الكتاب العربي". وأوضح أن المغرب أصبح "منتجا لكتاب نوعي يحظى باحترام الجميع، بما فيها دور النشر العريقة"، مضيفا أن المغرب بالتالي، لم يعد "مستهلكا للكتاب" بل "له القدرة على المنافسة النوعية من خلال نوعية الكتب التي ينتجها". وقال إن هناك اتجاها نحو "إعادة توازن آخر من العلاقة الأحادية إلى علاقة يمكن أن تكون ثنائية ومتوازنة". وذكر ناظم أن الحضور المغربي هذه السنة بمعرض بيروت "نوعي"، بعد أن كان هذا الحضور في السابق ذا "طبيعة رسمية أكثر منه طبيعة متعلقة بالكتاب خاصة الثقافي منه"، مشيدا، في ذات الوقت، ب"الدعم اللوجيستيكي والمادي المتمثل في دعم شحن الكتاب ودعم الجناح (300 متر) لوزارة الثقافة، والذي رافق الجهود الخاصة التي قام بها الناشرون الثلاثة. وعبر عن أمله في أن تبذل مزيد من الجهود من أجل الحضور الدائم للكتاب المغربي في السوق اللبنانية، وكذا الحرص على الحضور بمعرض الكتاب العربي الدولي لبيروت، الذي تشارك في دورته الثامنة والخمسين 56 دار نشر عربية و167 لبنانية. وتنظم في إطار هذا المعرض، الذي ينظمه "النادي الثقافي العربي"، بالتعاون مع "اتحاد الناشرين اللبنانيين"، نشاطات ثقافية متعددة، من محاضرات وندوات وأمسيات ولقاءات تتناول مختلف جوانب الحياة الفكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، منها ندوة "المثقف والمتغيرات في المنطقة" و"الواقع الطائفي في لبنان ودور الإعلام فيه" و"داعش .. ماهيته، نشأته، إرهابه، أهدافه واستراتيجيته". كما سيتم تكريم شخصيات فكرية رفيعة المستوى، وشخصيات فنية تركت تأثيرات كبرى في الحياة الثقافية والفنية، منها الشعراء الراحلون بدر شاكر السياب وسميح القاسم وأحمد فؤاد نجم.