من الاهتمام بالكتابة على الالواح الخشبية ومحاربة الامية الابجدية انتقل المجتمع المدني بالرشيدية الى تكنولوجيا الطاقة من خلال استغلال الخلايا الشمسية لتوليد الطاقة الكهربائية بغرض الانارة العمومية وضخ مياه الشرب. فبعد ان كانت تسعى ضمن أهدافها إلى الاهتمام بالجوانب التعليمية والتربوية والاجتماعية والصحية للساكنة المحلية وخصوصا الفئة التي تعاني الهشاشة أولت بعض الجمعيات بالاقليم اهتماما بالغا لمشاريع تنموية متميزة تراعي الاحتياجات الاساسية ومن ضمنها الماء الشروب والانارة العمومية. وتبرز جمعية (توروك للماء الصالح للشرب والتنمية القروية)، التي تاسست سنة 1989، من ضمن تلك الجمعيات النموذجية التي كرست قيم التضامن الاجتماعي في برامجها وفق مقاربة شمولية تاخذ بعين الاعتبار دعم الجانب الاجتماعي. مشروع رائد بالمنطقة بمبادرة من هذه الجمعية، التي عملت على تركيب ازيد من مائة لوحة شمسية على مساحة 400 متر بغرض توليد الطاقة الكهربائية لضخ مياه الشرب وتزويد القرى المستفيدة بالعالم القروي من هذه المادة الحيوية. وقال رئيس الجمعية عيسى أقشور في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء، انه وفي اطار أنشطتها تمكنت الجمعية وبتعاون مع جمعية (اغفري) والجماعة القروية بملعب وبتشجيع من السلطة المحلية من توسيع شبكتها المائية و ربط ساكنة تقدر بنحو 7000 نسمة بالماء الشروب، مشيرا الى أن مشروع تركيب الألواح الشمسية لتوليد الطاقة الكهربائية رغم بساطته كلف خزينة الجمعية غلافا ماليا بلغ نحو 300 الف درهم. واضاف اقشور ان هذه المبادرة الاولى من نوعها بالمنطقة ستستفيد منها نحو 32 أسرة كانت تعاني سابقا من شح المياه الصالحة للشرب وملوحة المياه بالمنطقة ، مبرزا ان هذا المشروع الذي كانت له نتائج جد إجابية خلف اثارا طيبة في اوساط الساكنة المستفيدة كما ان الجمعية ستعمل على توسيع هذا المشروع ليشمل مناطق اخرى بالمنطقة بشراكة مع المبادرة المحلية للتنمية البشرية. واكد الفاعل الجمعوي ان فكرة هذا المشروع الاول من نوعه بالمنطقة يقوم على ايصال الماء الشروب الى بيوت الأسر الفقيرة وايجاد حل لاحدى الاشكاليات الصعبة في حياة المواطن اليومية، مشيرا الى ان هذا المشروع يرم تحسين الظروف المعيشية للساكنة المستهدفة والدفع بعجلة التنمية المحلية والحد من تكاليف الطاقة الكهربائية التي كانت تثقل ميزانية الجمعية. وتشكل الجماعة القروية "فزنا" التابعة لدائرة أرفود بإقليم الرشيدية، من جانبها، نموذجا آخر لاستغلال الطاقة الشمسية وللحكامة المحلية والتأقلم مع التغيرات المناخية بحكم المشاريع البيئية والمقاربة المبتكرة في هذا المجال. فمشروع الانارة العمومية الذي انجزته هذه الجماعة بغرض تشجيع استعمال الطاقة الشمسية بهذه الجماعة القروية يهم الكهربة العمومية باستخدام الطاقة الشمسية. ويتضمن هذا المشروع، الذي بلغت كلفته الاجمالية أزيد من 6 ملايين درهم ، تجهيزات الانارة العمومية اعتمادا على الطاقة الشمسية (على مسافة 8 كلم) واستبدال 200 مصباح تقليدي بمصابيح اقتصادية واحداث صندوق يمول من فاتورة الكهرباء لتمويل مشاريع التأقلم . واكد رئيس الجماعة القروية لفزنا موسى السليماني ، في تصريح مماثل ، ان هذا المشروع سيعمل على توفير الخلايا الشمسية من أجل الإرتقاء بمستوى الحياة اليومية ومعالجة مشكلة تؤرق تلاميذ المؤسسات التعليمية نتيجة انعدام الانارة العمومية ليلا بمسار طريقهم من والى مقار سكناهم، كما سيقدم حلولا ناجعة في مجال اقتصاد الطاقة وتحسين جودة الحياة وظروف التمدرس و الظروف المعيشية للمواطنين خاصة ساكنة العالم القروي. وسيكون لهذا المشروع، يضيف السليماني، تأثير ايجابي على الصعيد الاقتصادي خاصة فيما يتعلق بخفض نفقات الجماعة في مجال الطاقة الكهربائية فضلا عن المساهمة في سيولة التنقل سواء بالنسبة للسائقين أو الراجلين.