يأتي إحداث المحطة الجديدة لمعالجة المياه العادمة مدينة فاس، التي دشنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، أمس الخميس ، في سياق جهود رد الاعتبار للبيئة بهذه المنطقة وتحسين ظروف عيش الساكنة عبر خلق إطار ملائم للعيش، حيث سيكون لهذه المنشأة وقع إيجابي من الناحيتين البيئية والاجتماعية على ساكنة مدينة فاس وحوض سبو التي تناهز 5 ملايين نسمة. كما تأتي هذه المحطة لتجاوز مجموعة من الاختلالات المرتبطة بتلوث حوض سبو التي تخطى تأثيرها السلبي الجانب البيئي ، ليمتد إلى الساكنة، علما بأن تلوث واد سبو يخلف سنويا خسائر تعادل مليار درهم. وفي هذا الصدد أبرز المدير العام للوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بفاس يوسف لقلالش، أن مدينة فاس كانت قبل إنجاز المحطة تساهم ب 40 بالمائة في تلوث مياه سبو مما أدى إلى تدهور كبير لجودة المياه والأوضاع الصحية لساكنة المنطقة. وأضاف ، في تصريح صحفي بالمناسبة ، أن هذه المحطة، التي تمتد على مساحة 14 هكتارا ، ستمكن من معالجة 57 مليون متر مكعب من المياه العادمة بما يعادل 150 ألف مترا مكعبا يوميا. واستعرض المواصفات التقنية للمشروع الذي سيعالج بالخصوص المياه العادمة من صنف الأوحال المنشطة، مبرزا أنه يتكون كذلك من مسلك للمياه، وآخر للأوحال وثالث للبيوغاز. وقال إن المحطة تتوفر على سلسلة لمعالجة الأوحال وفق تقنية ستمكن من إنتاج الطاقة الكهربائية، موضحا ان هذه التقنية ستسمح بإنتاج 2 ميغاواط في اليوم مما سيساهم في تغطية 50 بالمائة من الحاجة الطاقية للمحطة والحد ، بالتالي، من انبعاثات الغاز الدفيئة في الغلاف الجوي ( ما يعادل 100 ألف طن من ثاني أوكسيد الكاربون في السنة)، وهو ما يشكل أحد المظاهر المميزة لهذه المحطة. وتبلغ الكلفة الإجمالية لهذه المحطة مليار و 104 مليون درهم ممولة في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص ، بمساهمة الدولة ممثلة في وزارة الداخلية وكتابة الدولة المكلفة بالماء والبيئة والوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء عن طريق تمويل خاص وقروض. ويصاحب إنجاز المحطة ، تنفيذ مخطط للقضاء على التلوث الصناعي بمدينة فاس يروم القضاء على المواد العضوية والسامة عبر ترحيل الصناعات الملوثة وتجميعها بالمنطقة الصناعية عين النقبي، وذلك ضمانا لتحقيق الاستدامة. وينسجم إحداث محطة معالجة المياه العادمة بفاس مع الجهود التي يبذلها جلالة الملك على مستوى جميع جهات المملكة والرامية إلى حماية البيئة والحفاظ على المنظومات الإيكولوجية. وتعتبر المحطة ، مشروعا رائدا سيساهم بشكل فعال تحسين الظروف المعيشية والصحية للساكنة علاوة على التقليص من حجم الخسائر السنوية الناجمة عن تلوث حوض سبو.