سلاح القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أصبح يثير المخاوف في منطقة الساحل والصحراء. فبعد صواريخ سام التي تم تهريبها من الثكنات الليبية، ازدادت التخوفات من أن تصل أسلحة كيماوية فتاكة إلى أيدي التنظيم الإرهابي واحتمال استعماله في اعتداءات إرهابية. المجلة الألمانية «دير شبيغل» كشفت مؤخرا أن كتيبة تابعة لثوار ليبيا استولت على مخزن معبأ بغاز الخردل السام، المصنف دوليا على أنه من بين الأسلحة الكيماوية الفتاكة. ولذلك شرع حلف «الناتو» في مراقبة المنطقة التي عثر بها على الأسلحة باستعمال طائرات رصد وتجسس إلى جانب استغلال صور الأقمار الصناعية. ونقلت يومية النهار الجزائرية عن المجلة أن «دوائر أمنية غربية أكدت أن الثوار الليبيين اقتحموا مستودعا يحتوي على غاز الخردل السام. وأن «المستودع كان عبارة عن مختبر كيمياوي، يقع على وجه التحديد بمدينة الرواغا، على بعد 600 كلم شرق العاصمة الليبية طرابلس». وما يؤكد وقوع تلك الأسلحة في أيدي كتيبة الثوار ما تناقله أفراد من كتيبة «شهداء الجزيرة» التابعة لما يعرف بلواء طرابلس، الذي يقوده الأمير السابق للجماعة الليبية المقاتلة، عبد الحكيم بلحاج من أنّ 30 من عناصرها أصيبوا بنوبات إغماء، مجهولة الأسباب، خلال معارك خاضوها في مناطق غير بعيدة عن المنطقة التي عثر بها على مستودع تخزين غاز الخردل. وقد عبرت وزارة الدّفاع الأمريكية في وقت سابق، عن مخاوفها من وقوع كميات كبيرة من غاز الخردل السام بأيدي عناصر «جهادية» متشددة في صفوف الثوار. ذلك ما كشف عنه مصدر مسؤول في «البنتاغون»، رفض الكشف عن هويته في أواخر الشهر الماضي، حين أعلن وجود «غموض يلف مصير كميات كبيرة من الغازات السامة التي يملكها نظام العقيد معمر القذافي»، مضيفا في نفس الوقت أنّ كميات الغاز السام في ليبيا تقدر بعشرة أطنان. كما عبر المصدر ذاته عن قلق «البنتاغون» من أن يتم نقل هذه الغازات السامة إلى جهات مجهولة. المخابرات الغربية الفرنسية والبريطانية والأمريكية تصارع الزمن بحثا عن معلومات لضبط مخابئ السلاح ومسالك تهريبه، وذلك مباشرة بعد الإعلان عن اختفاء غامض لزهاء 500 صاروخ سام 24 الحراري، قامت روسيا ببيعها لنظام القذافي خلال الأعوام الماضية فقدت من مخازن الأسلحة، خاصة تلك التي كانت بحوزة الفيلق رقم 32 بقيادة خميس القذافي، وتم نقلها بأمر منه من مراكز القيادة بطرابلس إلى مراكز تخزين تعرضت للنهب والسرقة من طرف مقاتلين معارضين وميليشيات مسلحة استحوذت عليها وعثر على خزائنها وعلب حفظها فارغة. ذلك ما سبق أن كشف عنه مبعوث جريدة الأنديبندنت البريطانية التي أشارت إلى اختفاء 300 صاروخ من هذا النوع الحراري الخطير الذي يتميز بقدرة متابعة الطائرات القتالية الحديثة على ارتفاع 11.000 قدم، ولخطورة هذا النوع من الصواريخ، وتتخوف مصالح الأمن المختلفة في شمال إفريقيا ودول الساحل ودول غربية فاعلة في حلف الناتو من وقوع هذه الترسانة المدمرة سهلة الاستخدام ضد الطائرات المدنية والعسكرية بين أيدي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي المتمركز بشمال مالي والنيجر. مسؤولي الطوارئ بهيئة منظمة هيومن ووتش لحقوق الإنسان تحدثوا بدورهم مؤخرا عن فقدان ما مجمله 20.000 صاروخ أرض جو من ترسانة القذافي العسكرية بينها صواريخ سام 24 وسام7 وسام 9، تجهل لحد الآن الأعداد التي طالها قصف سلاح جو حلف الناتو والكميات التي انتقلت إلى الأيادي غير الصديقة بعد ما تحدثت تقارير عن نسف 600 منها خلال العمليات العسكرية الجوية الأولى. ولذلك توصلت سفارات دول الساحل والصحراء وشمال افريقيا مؤخرا برسائل الكترونية من طرف أجهزة الأمن الأمريكية. الرسائل تتضمن تحذيرات من استهداف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي طائرات نقل الطواقم العاملة في حقول البترول، باستعمال صواريخ «سام 7 » و» سام 5 ». تهديد القاعدة لدول المنطقة لا ينتهي، فقد كشفت وزارة الخارجية الاميركية الجمعة الأخير أن السفارة الاميركية في الجزائر تلقت معلومات عن وجود تهديد من تنظيم القاعدة وأبلغت الجهات المستهدفة المحتملة. ذلك تهديد قد يمتد إلى دول أخرى في المنطقة وهي التهديدات التي تعني المغرب بدوره بحكم قربه من بؤرة التوتر وشساعة حدوده مع الجارة الجزائر وموريطانيا، والتي سعت القاعدة غير ما مرة لإقامة قاعدة خلفية فوق ترابه وتشكل تهديدا مستمرا لأمنه واستقراره.