جاء الفنان سامح الصريطي بسيارته "الجيپ" السوداء الأنيقة إلى الفندق وأخذني. كان ذلك حوالي الساعة الثانية بعد الزوال بتوقيت القاهرة. مباشرة بعد نهاية برنامج "بصراحة" في إذاعة ميدي 1 الذي شاركت أنا وهو فيه بواسطة الهاتف ، والذي كان يتمحور حول موضوع "الصورة النمطية للشعوب في الإعلام العربي". كان رصيد هاتفي الشهري المغربي قد انتهى مساء بسبب خدمة الرومينغ غالية الثمن. بعد مسافة عشر دقائق وقف سامح بسيارته أمام مكتب اتصالات ڤودافون. طلب مني أن أتبعه. تبعته. أخذ رقما من جهاز ترتيب الزبائن. انتظرنا قليلا. بعد لحظة سمعنا صوتا أنثويا يطلب من صاحب الرقم الذي في حوزتنا أن يتقدم إلى شباك الخدمات رقم 4. تقدمنا نحو الفتاة الموجودة في الشباك. سلمت عليه بحرارة. أعطاها بطاقة هويته وورقتين ماليتين. لم أنتبه إلى قيمتهما. أعطته كارط سيم. خرجنا وعدنا إلى السيارة. أخرج هاتفا من صندوق الطابلو. أدخل فيه الكارط. أعطاني الهاتف وطلب مني أن أرن على هاتفه الشخصي . سجل الرقم الذي ظهر في هاتفه الآيفون و قال لي : "خلي التلفون معك عشان أبقى أتصل بك فيه". ثم سرحنا في القاهرة. وفي الطريق رن هاتفه. فتح البلوتوت لكي يتكلم بميكروفوت السيارة. انبعث صوت الفنانة نادية لطفي. قالت له بأنها وجدت اتصالا منه في هاتفها لم تنتبه إليه. قال لها بأنه اراد فقط أن يسأل عن أحوالها. فهمت من حديثهما أنه كان رفقتها في بيتها في المساء نفسه الذي كان مهرجان القاهرة السينمائي يكرمها في حفل الافتتاح يوم الأحد الماضي. كانت قد اعتذرت عن حضور الحفل بعد شعورها بإرهاق وأرسلت كلمة مُصورة عُرضت فوق الشاشة. بعد حوالي ساعتين ذهب بي سامح إلى مطعم See Gull فوق نهر النيل في منطقة العجوزة. كل العاملين تقاطروا نحوه ليسلموا عليه. قدمني إليهم. رحبوا بي. أكلنا السمك المشوي وشوربة الجنبري والملوخية والباذنجان المحشي. ذهبت لكي أؤدي الفاتورة. قال لي رئيس المطعم بأن الفاتورة قد أديت. لا أعرف بالضبط من أداها. رن هاتف سامح. قال لمخاطبه بأنه سيأتي مع ضيف مغربي عزيز. بعدها أخبرني بأننا مدعوان لمشاهدة عرض مسرحي في مسرح الطليعة في العتبة. كان من المفروض أن ألتقي مع صديقي الإعلامي الذي يشتغل في إذاعة صوت العرب، محمد عبد العزيز، في الساعة الثامنة بالأوبرا. أخبرت سامح بالأمر. قال لي اتصل به واطلب منه أن يلتحق بنا في المسرح. اتصلت بمحمد عبد العزيز. قال لي بأنه سيأتي هو وصديقنا الإعلامي شريف عبد الباقي الذي يشتغل في جريدة الأهرام. ذهبنا في الساعة الثامنة مساء إلى مسرح الطليعة في العتبة. قدمني لمحمد شافعي مسؤول إداري في المسرح وطلب منه ان يشعل أضواء مسرح العرائس ويفرجني عليه. تفرجت على كل العرائس. بعد ذلك التحق بنا محمد عبد العزيز شريف عبد الباقي في مقهى المسرح. وبعد ربع ساعة طلب منا محمد شافعي أن ندخل إلى قاعة الاستقبال. وجدنا هناك النجم المصري أحمد عبد العزيز. تتذكرونه طبعا في مسلسل "المال والبنون". نجم شهير في مصر. قدمني إليه سامح. ثم جاءت كارمن سليمان. نجمة آراب آيدل. ودخلنا إلى المسرح جميعا وشاهدنا مسرحية "طقوس الموت والحياة" من إخراج مازن الغرباوي وتأليف عصام عبد العزيز. بعد نهاية المسرحية التي كانت الفنانة فاطمة محمد علي واحدة من أبطالها صعد المخرج إلى المنصة ونادى علينا بأسمائنا بأن نصعد نحن أيضاً إلى المنصة. صعدنا. سامح وأحمد عبد العزيز وكارمن سليمان وأنا. والتقطنا صورا جماعية مع طاقم المسرحية. عندما خرجنا من المسرح أصر محمد عبد العزيز على أن يوصلني بسيارته إلى الفندق الذي أقيم فيه. ألح سامح عليه لكي يتركه يتكلف هو بهذه المهمة. لكنه رضخ في الأخير لإصرار محمد عبد العزيز. من قال إن المصريين ليسوا طيبين؟ أحمد الدافري