أفلام جنسية لا تختلف كثيرا عن الأشرطة البورنوغرافية الأجنبية، جنس شاذ، مشاهد العري في الحمامات والمسابح ومداعبات فوق الأسرة الوتيرة، لكن الفرق هذه المرة أنها أشرطة من بطولة فتيات أو قاصرات مغربيات أحيانا ، والجديد أيضا أنها في فيلات وشقق مغربية، إنها المنتوحات الجديدة التي بدأت تغزو الأسواق المغربية من طرف بعض شبكات الدعارة الدولية. في قلب أحد أرقى أحياء الدارالبيضاء، وغير بعيد عن مركز تجاري مشهور، كان شعيب (إسم مستعار) حارس إحدى العمارات يلحظ بين الحين والآخر توافد شاب أوربي في العقد الثالث من العمر مرفوقا بفتاة مغربية إلى شقته المفروشة في الطابق الثاني. كانت الزيارات تتم بمعدل ست مرات في الشهر تقريبا، ولعل الرفقة الدائمة للشابين دفعت حارس العمارة إلى الاعتقاد أنهما زوجين حديثي العهد، خصوصا أنهما كانا كريمين جدا وسخيين في التعامل معه ويغدقان عليه بالعطايا المادية، وذلك حين يستقبلان بين الفينة والأخرى بعض الضيوف والأصدقاء الذين يتشكلون عادة من فتيات مغربيات وبعض الشبان الأجانب. تكررت الزيارات والوجوه نفسها كما تكررت العطايا لحارس العمارة، ولم يكن هناك ما يثير الشكوك أو الريبة في تصرفاتهما مادامت الزيارات تتم بشكل عاد خلال ساعات النهار ودون ضجيج أو فوضى لفترات قصيرة قبل أن يغادر الشبان الشقة في هدوء كما دخلوها. شقق مفروشة أو استديوهات الجنس لم تمض سوى بضعة أسابيع حتى فوجئ شعيب بزيارة مباغثة لعناصر من الشرطة بالزي المدني، حيث طلبوا منه إرشادهم إلى الشقة التي يشغلها الشاب الأوربي، وشرعوا في تفتيشها واعتقال الفتيات المتواجدات فيها آنذاك، واللواتي اعتاد الحارس رؤيتهن بين الضيوف، كما تمت حيازة العديد من المحجوزات (حاسوب، وآلة تصوير، وصور خليعة، وقنينات خمر...). لم يكن شعيب على علم بما يدور خلف جدران الشقة، ولم يدرك أن الأمر يتعلق بشبكة دولية للدعارة بطلاتها فتيات مغربيات يقضين الأوقات في إخراج مشاهد ساخنة مع شبان أوربيين، عن طريق استخدام وسائل تصوير رقمية، تحولت معها الشقة إلى استديو لممارسة الدعارة والتقاط الصور لفتيات عاريات، تتراوح أعمارهن بين الخامسة والعشرين والثلاثين سنة، وفي أوضاع مثيرة يتم إرسالها عبر الأنترنت لجلب الأشخاص الراغبين في زيارة المغرب وتحفيزهم على الارتماء في أحضان فتياته الدافئة. ست فتيات اعتقلن بالبناية المذكورة انتهى بهن المطاف أمام هيئة المحكمة حيث ادعت غالبيتهن أن النشاط المذكور لا يتعلق بالدعارة أو الجنس ولكن بإعداد إشهار للملابس الداخلية والسباحة، وأنهن يسعين للمشاركة في مسابقة لإختيار عارضات أزياء بأوربا. آما ممثل النيابة العامة فقد اعتبر خلافا لذلك الصور والمحجوزات تغني عن كل تعليق، خصوصا وأنها مليئة بالحركات البذيئة والإيحاءات الجنسية، والنتيجة إدانتهن بعقوبات حبسية تتراوح بين عشرة أشهر وشهرين حبسا مع غرامات مالية في حق الموقوقات بلغت خمسة آلاف درهم لكل واحدة، هذا في الوقت الذي لايزال الشاب الفرنسي (مكتري الشقة) في حالة فرار والبحث متواصل عنه من قبل السلطات الأمنية بعد اختفائه عن الأنظار. فيلم جنسي مغربي بعدسة أجنبية من العاصمة الاقتصادية إلى المدينة الحمراء، وفي إحدى الفيلات بالطريق المؤدية إلى مركز مولاي ابراهيم، حيث سيتبين أن بعض الوسطاء المغاربة يجلبون الفتيات لممارسة الدعارة مع الأجانب، لكن تحت عدسات الكاميرات بغية تصوير مشاهد إباحية. وقد كان وراء انكشاف هذا الأمر تقدم إحدى الفتيات القاصرات بشكاية لدى الشرطة القضائية بولاية أمن مراكش من أجل التبليغ عن وجود شخص يقطن بالفيلا المذكورة يقوم حيث بتصوير أفلام جنسية. أكدت الفتاة وهي تطلع رجال الشرطة على التفاصيل أنها كانت برفقة ذلك الشخص هي وفتاة قاصر، سبق له تصويرهما عاريتين قبل أن يمارس عليهما الجنس بشكل شاذ. وأضافت الفتاة في شكايتها أن المعني بالأمر كان يتردد بين الفينة والأخرى على الملاهي الليلية بحي كليز لتحريض العاهرات وخاصة القاصرات منهن واستدراجهن إلى مسكنه لتصوير الأفلام المذكورة. شرعت الفتاة في وصف تفاصيل التهيئ لليالي الحمراء، إذ يتم الانتقال بعد جلسات الشيشة وتناول الخمور بعيدا عن أعين الفضوليين، إلى الفيلا بغية ممارسة الجنس بشكل إباحي وشاذ تحت أضواء العدسات الرقمية التي لا تغفل كبيرة أو صغيرة. أما صاحب الفيلا فقد أقر في تصريحاته لرجال الشرطة الذين نصبوا له كمينا قبل اعتقاله، بتحريضه الفتيات على ممارسة الجنس معه، كما اعترف باستقبال بعض الأجانب وجلب الفتيات لإحياء ليالي ماجنة وتصوير مشاهد ساخنة. جنس شاذ ومشاهد ساخنة لن تكون تلك القضية الوحيدة التي تشهدها العاصمة الحمراء، بحيث سيتم اعتقال أحد المواطنين الفرنسيين على خلفية رسالة من مجهول، تفيد أنه يسخر شقته بحي كليز لتصوير الأفلام الجنسية. بعد انتقال أفراد الشرطة القضائية إلى عين المكان، تم اعتقال الشخص المعني وحجز مجموعة من أدوات التصوير والألبسة الداخلية النسائية، وكذا أعضاء تناسلية بلاستيكية ومراهم جلدية، بالإضافة إلى حاسوبين محمولين، ليتم في الأخير إحالة المحجوزات على المختبر الوطني للشرطة العلمية. المتهم عند الاستماع له من قبل الشرطة، نفى تعامله مع أي شبكة دولية متخصصة في ترويج وبيع الأشرطة البورنوغرافية أو تحقيق مكاسب مادية من وراء تعاطيه للتصوير، لكنه أوضح أن سبب تعاطيه تصوير أفلام الخلاعة هو شغفه بممارسة الجنس على بائعات الجنس بكل الطرق الشاذة وبشكل هستيري، فحتى الخادمة التي تشتغل ببيته لم تسلم من ممارساته الشاذة، حيث اعترف بتحريضه لها على الدعارة عن طريق تصويرها في مشاهد مخلة بالحياء. حالات الاعتقال التي تمت في صفوف بعض فتيات الليل والأجانب ممن يستغلون الشقق المفروشة والفيلات في الدعارة وتصوير الأفلام الإباحية والمشاهد المخلة بالحياء، أثارت استياء سكان الأحياء المعنية، بينما جعلت العديد من المحطات ووسائل الإعلام الأجنبية تسابق بعضها البعض لكشف خيوط مافيات الجنس في مختلف المدن المغربية والتي بدأت تبسط هيمنتها على الفتيات المغربيات وتستغل ظروف الفقر للثأثير عليهن بسطوة المال مقابل العبث بأجسادهن وتحويلها إلى بضاعة في يد شبكات المتاجرة باللحم الأدمي. إعداد: شادية وغزو