أكدت مصادر لأحداث.أنفو، وجود مشروع لبوجو ستروين الفرنسية لصناعة السيارات، يتمثل في اقامة مركز هندسي في المغرب بالمشاركة مع ألتران للاستشارات وذلك في أول خطوة كبرى تحت قيادة رئيسها الجديد كارلوس تافاريس لزيادة أنشطتها في الدول ذات الأجور الأقل. وستسند بوجو بعض أنشطة البحوث والتطوير لمركز ألتران الجديد وهو ما سيخلق 1500 وظيفة لمهندسين و تقنيين مغاربة، حيث تدرس شركة صناعة السيارات الاستثمار في نهاية المطاف في تجميع سيارات منخفضة التكلفة في المغرب. وسوف تتخصص المنشأة الجديدة التي تتخذ من الدارالبيضاء مقرا لها، في أنشطة منها التصميم بالكمبيوتر والتوثيق الفني. وربما تمهد تلك الخطوة الطريق نحو إنشاء مصنع للتجميع على غرار مصنع منافستها الفرنسية رونو في طنجة. وقالت مصادر من الشركة "المغرب في دائرة اهتمامنا" مضيفة بأن المسؤولين المغاربة يجرون "محادثات جادة مع شركات لصناعة السيارات من بينها بوجو ستروين." ويعد هذا التحرك في المغرب خطوة مهمة لبوجو في إطار سعيها لخفض النفقات وزيادة قدراتها التنافسية. ولم يتضح بعد تأثير تلك الخطوة على الوظائف في فرنسا حيث خفضت الشركة بالفعل الوظائف الهندسية لكن أي إجراء لخفض العمالة سيغضب النقابات وسيكون مسألة حساسة للحكومة. وتعهد الرئيس التنفيذي لبوجو تافاريس في وقت سابق بمضاعفة حجم المكونات المصنعة في دول ذات أجور أقل إلى 40 في المئة مع إبقاء 75 في المئة من أنشطة مجموعة بوجو ستروين في فرنسا. وقال مصدر رسمي إن الحكومة الفرنسية وافقت على إنشاء مصنع جديد للسيارات منخفضة التكلفة في إطار خطة بوجو لاستمالة المستثمرين وذلك قبل إعلان الشركة عن زيادة رأس المال. و يقول متتبعون أن افتتاح مركز البحث والتطوير في بلادنا، وهو أول مركز تابع للمجموعة الفرنسية خارج أوربا، يعتبر مقدمة منطقية لتدشين مصنع جديد لبوجو في المغرب، و أن الاختيار قد تم. و قال مصدر متابع عن كثب لهذا الملف لأحداث.أنفو، أن "بوجو تتحرك فوق حقل ألغام، لأن افتتاح مصنع في المغرب سيجلب عليها انتقادات النقابات الحريصة على الحفاظ على مناصب الشغل في فرنسا، لكن الذي يجب معرفته، هو أن بوجو اذا لم تستثمر في بلد كالمغرب يوفر اضافة الى الأجور المنخفضة مقارنة مع مثيلاتها الفرنسية، وجود موردين محليين يمكن أن يساهموا أكثر في خفض التكاليف، فان الشركة الفرنسية لن يكون بامكانها الاستمرار". و يضيف محدثنا، "في كل الأحوال مناصب الشغل في فرنسا مهددة، و على الشركة أن تقنع شركائها الاجتماعيين بأن الاستثمار في المغرب سيخلق وظائف جديدة في فرنسا، لكن عدم الاستثمار في بلادنا هو الذي يهدد حقيقة عمال الشركة الفرنسية و ليس العكس". و يختم محدثنا، "أظن أن القرار قد تم اتخاده، و لكن يجب انتظار الاعلان الرسمي، فتجربة رونو شجعت كثيرا المسؤولين الفرنسيين، و هم سعداء بالتجربة التي تتطور وفق ما خطط لها و في بعض الأحيان بشكل أسرع من المتوقع، و وجود بوجو في المغرب ستكون صفقة رابح - رابح و ستمكن الشركة الفرنسية من خلق الاف مناصب الشغل في المغرب و في فرنسا أيضا". شادي عبد الحميد الحجوجي