حذر بيتر فام، مدير مركز إفريقيا التابع لمجموعة التفكير الأمريكية المرموقة (أطلانتيك كاونسل)، من مواصلة الجزائر لعب دورها "الفاضح" في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، من خلال تقديم دعم غير مشروط لجبهة (البوليساريو) الانفصالية، لتساهم بالتالي في إطالة أمد نزاع يحمل مخاطر أمنية كبيرة للمنطقة بأسرها. وأكد فام، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة الخطاب الملكي بالذكرى ال39 للمسيرة الخضراء، على أنه "من الواضح جدا لأي شخص له رؤية موضوعية بأن نزاع الصحراء يتعلق بعامل واحد ووحيد، ألا وهو دعم الجزائر إلى ما يسمى (الجمهورية الصحراوية)" الوهمية. ويرى هذا الخبير الأمريكي أن وجود "حركة البوليساريو الانفصالية التي تضطهد سكان تندوف، في انتهاك صارخ للاتفاقيات المتعلقة بحقوق اللاجئين والقانون الدولي" رهين بشكل كامل بالتمويل المقدم لها من قبل صانعتها الجزائر، التي تحتضنها علاوة على ذلك فوق ترابها. وشدد على أنه "لم يكن ليحصل أي شيء من هذا دون الدعم الذي قدمته الجزائر، الدعم المتأتي من ثرواتها الكبيرة المتحصلة من الموارد الطبيعية"، مشيرا إلى أن هذه الثروات كان من الأجدى إنفاقها لتحقيق رفاهية الشعب الجزائري والتكامل الإقليمي. كما أكد فام على أن مخطط الحكم الذاتي في الصحراء الذي اقترحه المغرب لأقاليمه الجنوبية في إطار سيادة المملكة يعتبر الاقتراح الوحيد "الواقعي" على الطاولة. وذكر بالترحيب الإيجابي والراسخ من القوى الكبرى، التي أشادت "بالتقدم الكبير" الذي حققه المغرب في السنوات ال15 الأخيرة في مجال تطوير آليات ذات مصداقية لحقوق الإنسان، وكذا بالتقدم الديمقراطي الذي ما فتئ يتعزز باستمرار تحت قيادة جلالة الملك. وأشار، في هذا السياق، إلى أن المملكة تبرز في هذا المجال بكونها البلد الوحيد في المنطقة المنفتح إزاء الآليات الخاصة للأمم المتحدة، وهو الوضع الذي يتناقض مع "عدم المحاسبة وانتهاكات حقوق الإنسان التي تم توثيقها في الآونة الأخيرة من قبل منظمات حقوق الإنسان ليس فقط في الجزائر، ولكن بشكل خاص بمخيمات تندوف".