نقل رجال شرطة جزائريون احتجاجهم للمطالبة بتحسين ظروف العمل والمعيشة،منذ صباح يوم الأربعاء من أمام مقر رئاسة الحكومة إلى مقر الرئاسة بحي المرادية (شمالي العاصمة) بعد أن اعتصموا،أمام مقر الحكومة للمطالبة بمقابلة رئيس الوزراء عبد المالك سلال لعرض مطالبهم. وتواصل اعتصام عناصر الشرطة أمام الرئاسة في احتجاج هو الأول من نوعه في تاريخ البلاد لرجال الشرطة، انطلقت شرارته يوم الإثنين الماضي من محافظة غرداية (جنوب) التي تشهد مواجهات طائفية متكررة بين الأمازيغ الإباضيين والعرب المالكيين منذ نحو 11 شهرا تسبب في سقوط عدد كبير من الجرحى في أوساط أعوان الشرطة. ورفع أعوان الشرطة المعتصمون أمام مبنى الرئاسة منذ الساعات الأولى من يوم الأربعاء شعارات عدة شعارات من قبيل "الشرطي يبحث عن الأمن"، "الحق في السكن والنقل"، "أين كرامة الشرطي"، "نريد نقابة مستقلة" إلى جانب مطالب اخرى تطالب تضمنتها لائحة تتكون من 19 مطلباعلى رأسها رحيل المدير العام للأمن الجزائري. وأكدت مصادر إعلامية جزائرية أن عناصر من الشرطة في مدن أخرى، خرجت هي الأخرى في مسيرة تضامنية مع زملائهم في كل من غرداية والجزائر العاصمة ،كما هو الحال بالنسبة لمدينة وهران حيث خرج عشرات الأعوان من "وحدة الدارالبيضاء" بالمدينة ذاتها ، في حدود الساعة الثانية زوالا إلى الشارع في مسيرة صامتة دون أسلحة ولا هراوات، وجابوا العديد من شوارع المدينة، تحت مراقبة أمنية لصيقة، حيث كانت عدد من سيارات الشرطة تتبع مسارهم. وتوجهوا من ثكنتهم إلى شارع جبهة البحر مشيا على الأقدام . وأضافت نفس المصادر ان الطريق السريع بين البليدة و العاصمة شهد تنظيم عشرات أعوان الأمن المحتجين مسيرة باتجاه الجزائر العاصمة لمسافة تصل الى حدود ال 50 كيلومترا ، توافدوا من عدة نقاط بوسط البليدة . و تميزت المسيرة بالهدوء و الانتظام في السير في خط واحد، لم يضع فيها الأعوان قبعاتهم و دون ترديد لأي شعارات، فيما ضمن رجال الدرك حراستهم و منع وقوع ازدحام مروري طول المسيرة المنظمة تضامنا مع زملائهم بغرداية بوجه خاص. كما أكدت ذات المصادرأن جزءا من أعوان الشرطة المكلفين بتأمين مباراة الفريق الوطني الجزائري لكرة القدم ضد مالاوي قد انسحبوا والتحقوا بزملائهم في الاحتجاج ، فيما قام رجال الدرك بالإشراف على مداخل ملعب مصطفى شاكر لمكافحة الشغب بتامين محيط الملعب بدل عناصر الأمن على عكس المعتاد.وفي ولاية وفي ولاية قسنطينة،انطلقت مسيرة لمجموعة من عناصر الشرطة وتحديدا من محطة الترامواي وانتهت عند مقر الأمن الولائي، تضامنا مع زملائهم في كل من غرداية والعاصمة. إلى ذلك أفادت مصادر إعلامية ان عبد المالك سلال الوزير الأول الجزائري استقبل على مستوى البناية المخصصة للمستشارين برئاسة الجمهورية وفدا يضم ممثلين عن أعوان الشرطة التابعين للوحدات الجمهورية للأمن الذين نظموا تجمعا أمام مقر رئاسة الجمهورية.،غير ان هذه الإجتماعات التي استمرت إلى ساعات متاخرة لم يفض حل بعد اصطدامه بمطلبي تنحية المدير العام لجهاز المن واستحداث نقابة للشرطة قبل المرور إلى مناقشة باقي المطالب . وأضافت المصادر ذاتها أن الوزير عبد المالك سلال كشف خلال ندوة صحيفة عقدها، مساء الأربعاء ، بمقر الحكومة عن اجتماع وزاري سيعقد يوم الأحد المقبل بحضور المدير العام للأمن الوطني ، وممثل عن المحتجين، "من أجل تفعيل أرضية المطالب المقدمة من طرف ممثلي المحتجين." محمد المتقي