بدأت رونا فيرهارد العمل كرئيسة لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بتعهد قطعته للموظفين بالدفاع عن الاستقلالية والعمل باسم دافعي رسوم الترخيص وليس المطلعين على "بي بي سي" أنفسهم. وفي بريد إلكتروني حماسي شدد على أهمية "بي بي سي" في حياتها، أشارت أولى رئيسات الشركة من الإناث إلى التحديات التي تنتظرها، بما في ذلك خفض التكاليف وإيجاد حلول لأخطاء الماضي. وقد أدت الفضائح الأخيرة التي أحاطت ب "بي بي سي" (على غرار طريقة تعامل الشركة مع فضيحة جيمي سافيل) إلى رحيل آخر مدير عام لها، أمّا الدفعات المثيرة للجدل لمدرائها التنفيذيين وارتفاع تكاليف "مبادرة الوسائل الرقمية" فقد تمّت الإشارة إليها فقط في خط واحد تحدّث عن حاجة الإدارة إلى "تصحيح بعض أبرز قضايا الماضي". رونا فيرهارد هي امرأة اضطرت إلى نفي أي علاقة صداقة تربطها مع المستشار جورج أوسبورن، على خلفية الانتقادات الشديدة التي وجّهتها إليها العديد من الشخصيات من لجنة الاختيار الثقافية والإعلامية والرياضية. وهي لم تتطرق، في إطار مقالها، إلى أي تحديات سياسية، قبل سبعة أشهر من الانتخابات والمفاوضات على ميثاق التجديد المُتوقّع لسنة 2016. سيتمثّل دورها في دعم دافعي رسوم الترخيص، حسب ما كتبت، رغم أن الهيئة "ستدافع كذلك بقوة" عن استقلال "بي بي سي" من أي تدخل، حكومي أو غيره. وهي تقول: "في إطار هذا الدور، يمكننا أن نساعد على أن تبقى ‘بي بي سي' المعيار الذهبي في مجال الصحافة، وأن تنتج دائما البرامج الأعلى جودة والأجرأ، وأن تبقى القلب النابض لعالم المملكة المتحدة الرقمي والمبتكر. نحن في حاجة إلى الدفاع بقوة عن استقلال بي بي سي، دون التوقف عن تقبل محاسبة جمهورها والقيام بمهامها في مجال الخدمة العامة وضمان استمرارها في تلبية الاحتياجات المتغيرة للجمهور". في إشارة إلى أعمالها غير العادية نسبيا بالنسبة إلى شخص يعتلي هرم إدارة "بي بي سي"، حيث يميل الرؤساء في تاريخ الشركة إلى الانتماء إلى خلفية إذاعية (البث التلفزيوني) أو خلفية سياسية، كتبت رونا فيرهارد: "خلفيتي هي إعلامية بالأساس، ولكن مجال البث التلفزيوني جديد في مسيرتي المهنية وأنا أتوق فعلا إلى تعلّم المزيد".