لم يستوعب في بادئ الأمر عدد من رواد مقهى "سفير" بالبرنوصي مشهدا خاطفا لثلاثة أشخاص أشداء، انقضوا دفعة واحدة على شاب نحيف القامة0 فما كاد راكب سيارة أجرة صغيرة يضع أقدامه على رصيف شارع أبى ذر الغفاري، حتى وجد نفسه وسط طوق بشري، وقبضات قوية تمسك بأطرافه وتلابيب ملابسه، بينما أياد متمرسة فتشت بسرعة حقيبة كان يضعها فوق أكتافه0 عيون الجالسين والمارين حينها بالمكان تفاجأت لما استخرجه المهاجمون من صفائح بنية اللون وملفوفة في «السلوفان»، ليكتشف كل من تابع بفضول هذه اللقطات المتسارعة، أن العملية مجرد توقيف مروج للمخدرات، وقع «على غفلة» في كمين لفرقة مكافحة المخدرات بالبرنوصي بالدارالبيضاء0 الساعة تقريبا الرابعة زوالا من يوم الثلاثاء الماضي0 كانت حركة المرور وتجوال الراجلين في ذروة الكثافة بطرق وأزقة حي طارق0 لم تمر إلا ساعة من المراقبة السرية حول محيط مجموعة من المقاهي المتراصة على طول شارع أبي ذر الغفاري، حيث لمحت عيون عناصر من الشرطة القضائية لأمن البرنوصي زناتة متاجرا في المخدرات، تعرف مسبقا أوصافة0 هذا الشاب الثلاثيني المنحدر من شفشاون والمقيم بطنجة، كان يأتي من حين لآخر إلى العاصمة الاقتصادية لتوزيع كميات من الحشيش على زبنائه من «بزناسة»، لكنه هذه المرة وقع في قبضة الأمن وهو متلبس بحيازة أكثر من ثلاثة كيلوغرامات من مخدر الشيرا، عبارة عن 31 صفيحة ملفوفة وجاهزة0 الشاب الشفشاوني كشف في اعترافاته أنه دأب على حمل كميات من المخدرات، والسفر بها من الشمال إلى الدارالبيضاء وبعض المدن الصغيرة المجاورة لها من أجل إيصالها «من يد ليد» إلى زبنائه من المروجين للحشيش0 انتهت الرحلة المشؤومة هذه المرة بين أيدي فرقة مكافحة المخدرات بالبرنوصي، حيث سيحمل معه المروج الشمالي في تنقلاته القادمة بين مكتب النيابة العامة والسجن وقاعات المحكمة محضرا للضابطة القضائية يضم تهمة «تهريب مخدر الشيرا والحيازة»0 وبعد يوم واحد من وقوع مهرب المخدرات، ألقت نفس العناصر الأمنية القبض على مروجين لحبوب الهلوسة بالقرب من إقامة "الوردة" بسيدي مومن0 ففي ترصد مساء الأربعاء الماضي لفرقة مكافحة المخدرات وقع في الكمين شابين في العشرينات من العمر، وهما من أبناء حي لالة مريم بسيدي عثمان، حيث كان أحدهما يخفي في جيوبه 16 صفيحة من القرقوبي، تحتوي على ما مجموعه 116 حبة من الأقراص الطبية المهلوسة0