"راه السيبة هي هادي".. هكذا ظل العشرات من الأشخاص، ذكورا وإناثا، ممن تابعوا أطوار التسيب الذي عم مقر الدائرة الأمنية 15 بالحي الحسني بالدارالبيضاء، ومحيطه مساء أول أمس الخميس، عندما اقتحم ثلاثة أشخاص هذا المقر الذي عج بالعشرات من الأشخاص الفارين من بطش وسطوة الأشخاص المسلحين بسكاكين في حجم السيوف ما أحدث أجواء من الهلع والفوضى، سواء في صفوف المارة، أو السكان القريبين من مقر الدائرة. وتضاربت التفسيرات والروايات حول أسباب هذه الفوضى التي عمت حي النجمة القريب من الدائرة 15. وقد ذكرت بعض المصادر التي التقتها جريدة «الأحداث المغربية» بعين المكان، في رواية أولى، أن ثلاثة شبان كانوا يحملون سكاكين تعقبوا إحدى الفتيات التي فرت صوب حمام «درب الوردة» للنساء، القريب من الدائرة، والتي لا يفصلها عنه إلا زقاق صغير، وبولوج الشبان الثلاثة إلى بهو الحمام عمت الفوضى والهلع في صفوف المستحمات، حيث روى أحد الأشخاص ويسمى «ميلود»، الذي كانت زوجته وابنته بقاعات الحمام عند اقتحامه من طرف الشبان الثلاثة، أن موجة من الصراخ وإغماءات عمت في صفوف النساء. رشيد قبول – عدسة: إبراهيم بوعلو ولم تقف عملية الاقتحام عند انتهاك حرمة حمام مخصص للنساء، بل إن العشرات من الأشخاص، ذكورا وإناثا، الذين فروا إلى مقر الدائرة الأمنية احتماء بها، واتقاء لشر المقتحمين لم يسلموا بدورهم من التهديدات، بل إن المقتحمين ولجوا إلى مقر الدائرة شاهرين سيوفهم، في وجوه عناصر الأمن وكذا المواطنين المرعوبين الفارين من تهديدات المنحرفين، الذين تسلحوا بأسلحة بيضاء، بعد أن تجردوا من ثيابهم الفوقية. لكن الرواية الثانية لهذا الحادث، ذهب أصحابها إلى أن والد أحد مقتحمي الدائرة الأمنية تعرض لاعتداء من طرف بعض مروجي المخدرات ب"كاريان مسعودي" التابع لعمالة مقاطعة أنفا لاتهامه بكونه عينا للأمن، وعميلا لعناصره. وعندما بلغ خبر الاعتداء إلى ولده، وهو من ذوي السوابق القضائية، استعان بشخصين آخرين وعمل على الانتقام لوالده ممن اعتدوا عليه. لكن السؤال الذي لم يجد له كل من تابعوا هذا الحادث تفسيرا هو: لماذا تم اقتحام مقر الدائرة الأمنية 15، وتعريض من لاذوا به للتهديد..؟ وكيف سمحت رئاسة هذا الدائرة للباعة المتجولين والنقاشات بمحاصرة مقر من جميع الجوانب، وهو ما أعاق بشكل واضح عملية وصول قوات الدعم وسيارات الشرطة التي أطلقت صفارات الإنذار مدوية للتمكن من اختراق الشوارع والأزقة، والوصول إلى مقر الدائرة، ودرب النجمة بالتحديد حيث يوجد منزل أسرة أحد مقتحمي الدائرة الأمنية 15.. أسئلة لم تجد جوابا، عدا أن المنطقة الأمنية باحي الحسني تعيش أجواء انفلات أمني غير مسبوق، من صوره السابقة اقتحام "مشرملين" أحد الأعراس ليلة السبت الماضي، وإصابة والدة العريس ورجل شرطة إصابات بليغة، ولعل آخرها الذي لن يكون حتما الأخير اقتحام مقر الدائرة الأمنية رغم وجود ضابط ومفتش شرطة بها..