ينظم متحف اللوفر بباريس بتعاون مع المؤسسة المغربية للمتاحف بالمغرب معرضا متنقلا تحت شعار "المغرب الوسيط امبراطورية ممتدة من أفريقيا إلى أسبانيا" وذلك في مرحلتين، الأولى بفضاء متحف اللوفر، والثانية بمتحف محمد السادس بالرباط. وأفاد بلاغ للمؤسسة المغربية للمتاحف أن المعرض يسمح بإعادة قراءة مرحلة زمنية ممتدة من القرن الحادي عشر إلى القرن الخامس عشر للميلاد، وهي المرحلة التي تمثل العصر الذهبي للحضارة الإسلامية بالمغرب الإسلامي. حيث تعاقب على الحكم كل من المرابطين والموحدين والمرينيين، وأمكن لهذه الدول تحقيق وحدة سياسية في مجال شاسع ضم أجزاء ترابية من أفريقيا جنوب الصحراء وبلاد الأندلس وأقاليم من بلاد المغرب. ويشتمل هذا المعرض على ما يزيد عن 300 تحفة فنية، تعكس ما حققه المغرب من منجزات خلال العصر الوسيط في مجال الهندسة المعمارية والخزف والمنسوجات وفن الخط وصناعة الكتاب والأعمال الإبداعية في مختلف العلوم العقلية والنقلية، وما كان لهذه المنجزات من انعكاسات وآثار على النهضة الأوروبية. كما تجتمع فيه تحف فنية ذات رمزية دينية عالية كمنابر لمساجد جامعة وعناصر معمارية كالأبواب وتيجان المسلات والأعمدة وقطع خزفية ولوحات من "الزليج" وأدوات ذات صلة بالحياة اليومية كالصحون والجرار وصناديق حفظ الأثواب والقناديل وغيرها. ويعرض المعرض كذلك أدوات تتعلق بتقنيات استخراج المياه، ومصاحف ودلائل الخيرات ومخطوطات مختلفة في موضوعات فقهية وعلمية وأدبية، بالإضافة إلى عدد كبير من القطع النقدية وغيرها. وسوف ترتب التحف الواردة من المتاحف المغربية والأسبانية والفرنسية والإنكليزية والإيطالية ومن متاحف أفريقيا جنوب الصحراء وتونس في إبداع سينوغرافي منسجم يقوم على التسلسل الزمني. ويعتبر الحدث الثقافي مناسبة للتعريف بالمآثر العمرانية وتقديم صورة مشرقة عن أصالة المغرب واستمرارية وحدته وإشعاع حضارته. وتبرز التظاهرة الثقافية الروافد التي نهلت منها الحضارة المغربية ومواطن التأثير والتأثر بينها وبين محيطها الإقليمي والدولي. كما يعتبر معرض "المغرب الوسيط امبراطورية ممتدة من أفريقيا إلى أسبانيا" فرصة للتأمل في التراث المغربي وإيلاء العناية القصوى لترميمه وصيانته، بما يحفز على تربية الجيل الناشئ على تذوق فن التراث الأصيل للحفاظ على الذاكرة التاريخية وصون الهوية المغربية.