«نديروا الثورة». عبارة كتبها أنصار الرجاء على لافتة أثارت استنفار الأمن خلال مباراة الفريق الأخضر ضد إنيمبا النيجيري يوم الجمعة الأخير. بسرعة البرق تمت مصادرة «الميساج». قرار لم يعجب أحد عناصر الإلترا الرجاوية. الشاب دخل في مشاداة وعراك مع 10 رجال أمن قبل أن يتم توقيفه في نهاية المطاف رفقة زميل له انبرا لمساندته بعدما نالا «قتلة ديال العصا».مصادرة الميساج زادت من حدة التوتر في مدرجات مركب محمد الخامس. بعد ترديد عبارات المطالبة برحيل رئيس الرجاء عبد السلم حنات شرع المشجعون في توجيه عبارات نارية إلى الأمن. «جيبو لينا رئيس ولا نسلخوا البوليس .. جيبوا لينا رئيس ولا نسلخوا البوليس». المشجعون لم يكتفوا بالكلام بل شرعوا في رشق عناصر الأمن بالحجارة والكراسي وطاولات خشبية. رد فعل «البوليس» لم يتأخر. حوالي 20 من قوات التدخل السريع شرعوا في مطاردة المشجعين لتكون النتيجة هي إصابة 7 رجال أمن بينهم ضابطان ومفتش شرطة ومفتش من الاستعلامات العامة وأربعة من رجال الشرطة المتدربين. حالة ثلاثة من المصابين، الذين نقلوا جميعا إلى المستشفى، حرجة، حسب تأكيدات مصدر أمني. المشجعون لم يخرجوا سالمين من «المعركة». ستة منهم تعرضوا لإصابات مختلفة إما نتيجة التدخل الأمني أو بسبب السقوط أثناء عملية الفرار والتدافع في المدرجات، فيما تم اعتقال 17 مشجعا. على بعد بضع دقائق من نهاية المباراة بنتيجة التعادل السلبي شرع مئات المشجعين الرجاويين في مغادرة مدرجات منطقة المكانة. المغادرون لم يتوجهوا إلى منازلهم وإنما تكثلوا في مجموعات رابطت بجوار الملعب ل«رد الدين» لرجال الأمن. في إحدى الشوارع المؤدية إلى شارع بئر أنزران نصب المشجعون الغاضبون «كمينا» لغُرَمَائِهِمْ. كيف ذلك؟ السياجات الحديدية التي استعملها رجال الأمن لإبقاء المشجعين بعيدا عن محيط الملعب استعملت لسد الطريق وبالتالي إرغام سيارات الشرطة على الإبطاء من سرعتها عند الاقتراب منها. 5 سيارات من بينها 3 زرقاء اللون وواحدة من نوع بارتنر وخامسة خاصة بالقوات المساعدة سقطت في الفخ. المشجعون رشقوها بوابل من الحجارة مما ألحق بها خسائر مادية جسيمة تمثلت في تكسير زجاجها وإصابة بعض من فيها بجروح لم تكتس لحسن الحظ خطورة كبيرة. سيارات ثلاثة مواطنين لم تسلم بدورها م الاعتداء بعدما قاد الحظ العثر أصحابها إلى المرور من «ساحة المعركة». بسرعة استدعيت تعزيزات من قوات مكافحة الشغب إلى عين المكان. بعد مطاردة المهاجمين تم توقيف عنصر واحد فقط، في حين لاذ الباقون بالفرار. بعد أمسية ساخنة نقل المشجعون العشرون المعتقلون إلى ولاية الأمن من أجل التحقيق معهم قبل أن يتقرر إحالة 10 منهم أمام النيابة العامة، حيث تنتظرهم عقوبات مشددة بموجب قانون الشغب الجديد في حالة ما إذا قرر وكيل الملك متبعتهم بالتهم المنسوبة إليهم. أحداث مباراة الرجاء ضد إنيمبا ساهم فيها تواضع مستوى الفريق الأخضر، الذي خرج بنسبة كبيرة من دائرة المنافسة على بلوغ نصف نهاية عصبة أبطال إفريقيا. يوسف بصور