صباح الأحد بدأ الماء في الرجوع إلى أكادير والدشيرة وإنزكان تدريجيا بعد 4 ايام من العطش والمعاناة، بدون استحمام أو تطهير لبيوت النظافة، المطاعم والمقاهي عاشت الأمرين ولجأت إلى تقديم الوجبات إلى الناس بدون اغتسال مكتفية بمدهم بالمناديل الورقية، مع إحكام إغلاق بيوت النظافة لغياب الماء، وحدها المساجد وجدت الحل في الزياة في عدد أحجار التيمم لمرتاديها، ودونها وجد الزوار والسكان أنفسهم في وضعية غير مسبوقة سيما وأن، ساكنة أكادير تضاعفت ثلاثة مرات بفعل الاكتظاظ الذي تمر منه هذه الايام. إسماعيل اعنيبة المسؤول المكلف بالاتصال بالوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء طمأن الساكنة بكون الماء وزع على كل مناطق التزويد بأكادير الكبير. غير أن وكالة الحوض المائي والمكتب الوطني للكهرباء التزموا الصمت خلال الايام الأربعة الماضية، ولم يخبروا لا بالانقطاع ولا بأوقات التزويد الجزئي، كما لم يخرجوا ببلاغ يفيد إن كانت الأزمة انتهت بالفعل. انقطاع الماء عن أكادير أزاح اللثام عن قنبلة موقوتة طالما سكت عنها مسؤولو وكالة الحوض المائي، ملخصها ان السدود اصيبت بنسبة توحل تقارب ربع الحقينة، مند سنوات لم يتم تطهيرها، وبسبب ذلك فوتت عن الدولة كمية كبيرة من المدخرات المائية، خلال السنوات الأخيرة التي بلغت فيها السدود نسبة ملء مائة بالمائة. ظل مسؤولو وكالة الحوض المائي، يشيرون في بلاغاتهم إلى امتلاء حقينة سد عبد المومن، دون الإشارة إلى نسبة الأوحال التي تغطي نسبة مهمة من قعره، فجاءت ساعة واحدة من العواصف الرعدية المحملة بالأوحال لتكتشف المستور، امتلأ السد بالطمي، واختنقت قنواته التي تنقل المياه إلى محطات التصفية بأكادير. المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، المسؤول عن التصفية والمعالجة بدوره لم يخرج ببلاغ ولم يعقد أي ندوة صحافية ليصارح الناس بالمشكل، فاستمر التزويع ثلاثة ايام بعد "رعدة" تارودانت، وبشكل فجائي انقطع الماء عن ساكنة أكادير الكبير، بعدما بقي في مخزون الوكالة المستقلة 48 بالمائة فقط. وكان بالإمكان بحسب متتبعين مقربين من الشأن المحلي أن يتم إشعار الناس بالحقيقة لترشيد استعمال الماء، والتزود بمكيات إضافية منه، لكن لا شيئ حدث من ذلك حتى نفذ المخزون، كما كان على البلديات ان تحرك خزاناتها لتخفيف أزمة الماء عن بعض الأحياء، فتصريحات "الرامسا" هي كل ما وصل الناس عبر وسائل الإعلام، بعدما وقعت " الفأس في الرأس".. امتلاء السدود بالأوحال والمواد الصلبة بعد أزمة الايام الأربعة الأخيرة سيخرج هذه القضية إلى العلن فلو قدر الله أن عواصف رعدية ضربت كل السدود المزودة للمدينة بالماء الصالح لوقعت الكارثة التي ما بعدها كارثة، لذلك فإن " الرعدة" التي ضربت إيمولاس خلال ساعة كشفت عن كثير من العيوب، آخرها انقطاع الماء عن عاصمة سوس في عز الصيف وفي أوج سياحتها الخارجية والداخلية.