« جا برجليه ...» هكذا يلخص المثل المغربي من يقع بعد كثير مقاومة أو هرب، وهو ينطبق تماما على العقل المدبر لعصابة تخصصت في سرقة الكازوال في مناطق الهراويين ومديونة الذي سقط أول أمس. فبعد أن قادت التحريات قبل مدة غير قصيرة إلى الإيقاع بكل أفراد العصابة إثر نصب كمائن لهم من طرف عناصر درك مديونة في نقاط متفرقة من تراب الإقليم، جاء الدور على زعيمها وعقلها المدبر، الذي تمكن من النجاح في الاختباء لمدة غير قصيرة منذ اعتقال أفراد المجموعة. ولأن المشتبه به دائما ما يحوم حول مسرح الجريمة كما تطلعنا دائما أدبيات التعامل الأمني من الخارجين عن القانون، فأن المعني بالأمر لم يشأ أن يخرج عن القاعدة. فبمجرد ما توصلت سرية درك مديونة ببعض الإشارات التي تفيد بعودة ظهور متزعم عصابة سرقة الكازوال من الشاحنات ذات الحمولة الكبيرة، وقيامه بتحركات جديدة غير بعيد عن المطرح العمومي للدارالبيضاء، ترصدت أعين عناصر الدرك الملكي للشاب الذي لا يقطن بعيدا عن المكان. استمرت المراقبة أياما عن كثب وتم ترصد كل تحركاته التي دلت على أن المعني بالأمر كان ينوي العودة إلى نشاطه الإجرامي السابق في الاستيلاء على كازوال الشاحنات، بمفرده أو بمعية أشخاص آخرين كان ينوي ضمهم لعصابة جديدة تقوم بالعمليات نفسها التي كانت تقوم بها العصابة الأولى التي أوقف كل عناصرها مرة واحدة في عملية قبل ثلاثة أشهر. مباشرة بعد توقيفه تم اقتياده إلى مقر درك مديونة، حيث تم الاستماع إلى أقواله التي اعترف فيها بكل المنسوب إليه من تهم وعلى رأسها سرقة الوقود من مناطق متفرقة من الاقليم معروفة بتجمع عدد كبير من الشاحنات المتخصصة في نقله أو تجميعه في انتظار إفراغه في حاويات محطات الوقود التي تتوزع في المناطق القروية لإقليم مديونة. التحقيقات كشفت أيضا عن الطريقة التي كانت تستعملها العصابة للحصول على الكازوال من الشاحنات، حيث كانت تعمد إلى قطع الأنابيب التي كانت تصل خزانات الشاحنات بواصلة شفرات أو سكاكين أو آلات حادة، ثم الشروع في استنزاف محتوياتها. وقد قدرت الكميات المسروقة بآلاف اللترات من الكازوال.