«بداية الغيث قطرة»، هكذا اختار وزير الشباب والرياضة أن يستهل كلمته في الهواء الطلق بإحدى أشهر ساحات إفران التي تعمها الخضرة أغلب فصول السنة، قبل أن تتوشح برداء البياض في فصل الصيف.. «فضاء المزرعة».. مقولة ارتأى الوزير أنها «تنطبق على مبادرة المهرجان العربي للألعاب التقليدية»، التي كانت «مجرد حلم مشترك» بعد أن اختمرت الفكرة وتم إنزالها على أرض الواقع بمدينة إفران.. فبعد أن كان المهرجان مجرد استعراض لمظاهر موروث ثقافي وترفيهي لامادي، يأبى الاندثار، خلال مرحلة التأسيس والتنظيم التي امتدت لدورتين سابقتين، جاءت الدورة الثالثة لتؤصل لمرحلة التباري والتنافس من أجل الفوز، لتنتهي مراحل الألعاب بمنتصر وخاسر.. هكذا تطورت وتحولت أطوار مهرجان الألعاب التقليدية الذي تنظم دورته الثالثة بعروس الأطلس المتوسط مدينة إفران بإشراف وزارة الشباب والرياضة وتعاون عمالة اقليمإفران، خلال الفترة المتراوحة ما بين 12 و16 غشت الجاري. فمساء الأربعاء 13 غشت، شهدت ساحة "لابريري" بوسط مدينة إفران حفل افتتاح الدورة الثالثة للألعاب التقليدية، بحضور وزير الشباب والرياضة محمد أوزين، ووزير الوظيفة العمومية محمد مبديع، وعامل اقليمإفران وعدد من المسؤولين الذين ينتمون لأسلاك إدارية مختلفة. ويضع المهرجان الذي يعرف مشاركة بلدان: الإمارات العربية المتحدة، تونس، الأردن، قطر كضيف شرف، فلسطين، لبنان، وسلطنة عمان، وغياب العراق التي تعذر حصورها، يضع ضمن أهدافه «حماية والحفاظ على الموروث الثقافي اللامادي، خاصة الألعاب الرياضية التقليدية، من الاندثار التدريجي، لمواجهة مد العولمة الجارف والتكنولوجيا الحديث، التي رغم مزاياها – حسب الوزير – تسعى لفرض نموذج موحد ونمطي»، وفي ذلك «طمس تدريجي لكل مظاهر التعدد والتنوع والغنى الثقافي» كما أورد الوزير في كلمته. وقد اتخذ المهرجان بعدا عربيا بعد القرار الذي اتخذه المكتب التنفيذي لمجلس وزارء الشباب والرياضة العرب بشرم الشيخ بتاريخ رابع ماي الماضي، القاضي بتبني المهرجان العربي للألعاب والرياضات التقليدية. ويسعى المهرجان إلى «إبراز الجوانب الثقافية والتربوية المرتبطة بالألعاب الرياضية التقليدية، وإعادة اكتشاف الألعاب التقليدية التي تحفل بها مختلف جهات المغرب، مع التحسيس بأهميتها. ومن بين الألعاب التقليدية المدرجة في الدورة (گورارة، الهارة، شيرا…)، في حين سيتم تنظيم البطولة العربية في رياضات تقليدية من قبيل (دق الجرس، رفع الگرن ورفع المحدلة)، وهي كلها ألعاب رياضية تقليدية يتم الانخراط فيها بتلقائية في مجموعة من المناطق بالمغرب. إفران (وسط المغرب) أحداث.أنفو: رشيد قبول