عندما تضيف كلمة الشرعي إلى أي عبارة تصبح مقدسة. لايمكن لشخص ما أن يناقشها وإلا فهو ضد هذا الشرع الذي تنسب إليه الكلمة. لذلك عندما اخترعوا لنا عبارة "المايوه الشرعي" كنا نحن النساء أمام خيار (ليس الخضار الشهير الذي أباح الزمزمي بعض استعمالات له غير الأكل) واحد لا إثنين: أن نرتدي هذا المايوه الشرعي أو أن نذهب إلى الجحيم. شخصيا لا أستطيع ارتداء مايوه أفتاتي الشرعي، وحين سمعت أن النائب البرلماني كلف نفسه عناء مراسلة وزير السياحة لكي يسأله عن سبب منع فندق في الجديدة لنساء مغربيات من السباحة بالمايوه الشرعي قررت أن أبحث في النازلة قليلا، وأن أطرح السؤال مباشرة على الفندق وأصحاب الفندق "كيف تتجرؤون وتمنعون مايوها يوصف بالشرعي أي قادم من الشرع مباشرة؟" الجواب كان أقل إيمانا في الحقيقة، فمذكرة لوزارة السياحة بتعاون مع موزارة الصحة تنص على أنه من الضروري في المسابح المرور عبر الرشاشات أولا لإزالة أي أمراض تنتقل من الإنسان إلى أخيه الإنسان، وبعد ذلك من الممنوع منعا كليا العوم بالملابس لأن هذه الأخيرة تنقل مرة أخرى عدوى الأمراض الجلدية من الإنسان إلى أخيه الإنسان. الحكاية صحية لا أقل ولا أكثر، ومنذ وعينا على الحياة ونحن نعرف أنك لكي تسبح أو لكي تسبحي عليك أن تزيل ملابسك، وأن تكتفي بالقليل منها وأن ترتمي في الماء "بلبوز" تقريبا مثلما ولدتك أمك. هذا هو جوهر السباحة والعوم منذ اكتشفهما الإنسان. فقط في سنوات الردة الأخيرة أصبحنا أمام مناظر عجيبة لنساء يسبحن بجلابيبهن، وأخريات يسبحن بالبينوار، وثالثات يسبحن بالكومبينيزون، ورابعات يسبحن بهذا الذي يدافع عنه أفتاتي ويحمل لواءه اليوم "المايوه الشرعي". من جهتي أسبح ب"الدو بييس"، المايوه ذي القطعتين. أصر على أن يكون جميلا ومثيرا ومتناسقا مع لون بشرتي، وحين يسألني أصدقائي في العمل "أنت ترتدين الحجاب وتلبسين المايوه دو بييس؟" أجيبهم ببساطة : لأن الحجاب اختيار شخصي لأناقتي وأنا في الشارع ولأن المايوه دو بييس اختيار شخصي ثان لأناقتي وأنا في البحر أو المسبح، وأنا أفرق جيدا بين اللباسين وهما في النهاية مجرد لباسين لا أقل ولا أكثر. الداخل هو الأهم". سيد أفتاتي أعانك الله على معركتك من أجل فرض المايوه الشرعي، وبعد أن تنتهي منها تذكر أن في وجدة مشاكل بعدد شعيرات رأسك وذقنك وكل زغبة في جسدك الذي لاتستره بالمايوه الشرعي. حاول أن تتولاها هي الأخرى بنفس الحماس. زاوية تقترفها : سليمة العلوي