«ولغدر هاذا..». بهذه الجملة المقتضبة، حاول شاب في العشرينات من العمر أن يواجه صدمة وقوفه وجها لوجه مع عدد من الأشخاص الأشداء، الذين طوقوه من كل جانب داخل سيارة ذات ترقيم أجنبي. هذا الاتهام العلني بالغدر لم يكن في حق أصدقاء غير أوفياء أو عصابة من قطاع الطرق أو مهاجمين بنية الاعتداء، بل هي مجرد تعبير عفوي، نطق به من هول المفاجأة مروج للكوكايين، وقع ليلة أول أمس في كمين لفرقة مكافحة المخدرات بأمن البرنوصي زناتة بالدار البيضاء وبحوزته 30 غراما من الكوكايين. ففي حدود الساعة الحادية عشر من ليلة الثلاثاء المنصرم، كان أحد عناصر الشرطة القضائية للبرنوصي في الموعد المحدد مع مروج «الغبرة» بالقرب من مدارات أوربا بقطاع أنفا، حيث سبق لهذا الزبون المزيف أن انتحل صفة مهاجر مغربي يرغب في كمية من مخدر الكوكايين. وبعد لقائين تعارفيين مع المروج الشاب، الذي كانت فرقة مكافحة المخدرات تعرف نشاطه ومسار تحركاته في عدد من العلب الليلية بكورنيش عين الذئاب، التي يوزع فيها بضاعته على زبناء محددين. الموعد الأخير المشؤوم، كان بغرض تزويده للزبون «الفكانسي» بحوالي 10 غرامات من الكوكايين مقابل 700 درهم للغرام الواحد، لكن هذه الصفقة المغرية، لم تكن إلا كمين للشرطة من أجل الإيقاع به متلبسا، حيث أسفر تفتشيه الفوري عن العثور على 20 غراما أخرى داخل جيوبه. وفي واضحة النهار من نفس اليوم. وصلت إخبارية من بعض عيون الشرطة عن تحديد مكان أحد مزودي «البزناسة» الصغار بكميات من الشيرا بسيدي مومن. ورغم أن التوقيت كان يقترب من ساعة الإفطار، فقد تحركت على الفور عناصر من فرقة مكافحة المخدرات صوب حي سيدي مومن القديم. وبعد ترصد للمبحوث عنه ذو 35 سنة من العمر، الذي تتوفر الشرطة القضائية لأمن البرنوصي على معلومات تخص سوابقه في ترويج المخدرات، وأنه من المفرج عنهم مؤخرا، حيث ما كاد يظهر بالزقاق رقم واحد في طريقه إلى مسكنه حتى حاصره رجال الأمن دون أن يتركوا له فرصة للإنفلات. وعند مداهمة منزله تم حجز 3 كيلوغرامات من الشيرا عبارة عن صفائح. هذه الكمية من المخدرات لم تكن إلا بداية العثور على «الخير ولخمير» من قطع الحشيش لدى الموقوف ببيت صفيحي بكاريان الرحامنة. هناك ضبطت العناصر الأمنية 7 كلغ أخرى من الشيرا، ليصبح مجموع المخدرات المحجوزة لدى هذا المروج 10 كلغ من صفائح الحشيش. وقبل ثلاثة أيام من هذه الكمائن والمداهمات لأوكار مروجين للكوكايين والشيرا. وقع «بزناس» آخر بحي التشارك وبحوزته 4 كلغ من الحشيش مهيئ في شكل 40 صفيحة جاهزة للبيع. فقد كانت هذه المرة الدقائق الموالية لموعد الإفطار من مساء السبت الماضي هي ساعة الصفر في عملية إلقاء القبض على مروج من مواليد 1966 وينحدر من حي النصر بالسالمية 2، والذي كانت تعتبره مصالح الشرطة القضائية بالبرنوصي بأنه هو حلقة الوصل بين تجار مخدرات بمديونة وبعض المروجين الصغار بكل من سيدي مومن وحي مولاي رشيد. هذه العمليات الثلاث المتوالية، التي وقع في كمائنها مروجين للشيرا بمنطقة سيدي مومن وآخر للكوكايين بقطاع أنفا، لم تكن هي الأولى في حملات الشرطة القضائية للبرنوصي. فقد ترصدت فرقة مكافحة المخدرات طيلة الأيام المنصرمة من شهر رمضان الجاري لعدد من «البزناسة»، حيث أوقعت لحد الآن بحولي 25 متهم بمعدل مروجين إثنين في اليوم. وكانت أوقات المداهمات تتم في الغالب قبل دقائق معدودة من موعد الإفطار.