اعتقد أحد المواطنين من جنسية سورية أن كلمة "داعش" هي المفتاح السحري، الذي تبحث عنه أمريكا، والمكلف بأعمالها بسوريا، وأن ذلك سينجيه من مجموعة "الشياطين الالكترونيين المغاربة" طلعوا عليه من حاسوبه الخاص، وحولوا حياته إلى شبه كابوس، بعدما منحوه قبل ذلك لحظات متعة جنسية وهمية.. اعتقد أنه أمام فتاة مغربية ذات جمال لا يقاوم، أغرمت به وبفحولته، فراح يتعرى أمامها ملبيا كل رغباتها، وكأنه بطل فيلم إباحي. هو ذا سيناريو القضية عرض ملفها على المحكمة الابتدائية بوادي زم، لتكون نهاية المداولات صدور حكم بستة أشهر حبسا، موزعة على ثلاثة من شباب المدينة، اتهموا ب «الأرنكة»، بعد تصوير فنان تشكيلي سوري في أوضاع مخلة بالآداب، وابتزازه للحصول على مبالغ مالية، لعدم نشر ما تم تسجيله في لحظات حميمية، عبر غرف الدردشة. المحكمة قضت في حق المتهم الرئيسي بثلاثة أشهر حبسا، وبشهرين حبسا للمتهم الثاني، بينما أدانت ظنينا معاقا بشهر حبسا، لسحبه حوالات مالية لفائدة شركائه مقابل استفادته من مبالغ مالية. وفي التفاصيل التي تضمنتها محاضر الضابطة القضائية، فإن شخصا سوريا يعمل فنانا تشكيليا تقدم بشكاية إلى السفارة الأمريكية بدمشق أشار فيها إلى تعرضه للابتزاز على يد ثلاثة شبان بمدينة وادي زم المغربية، بعدما طالبوه بتحويل مبالغ مالية مهمة إلى منظمة «داعش» لضرب مصالح أمريكية. كان هذا البلاغ كافيا لإحداث حالة استنفار أمني. راسلت السفارة الأمريكية الشرطة الدولية ال«أنتربول» لتتبع خيوط القضية، أخذ الشكاية محمل الجد. ودخلت على الخط عناصر من المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني ال "ديستي"، لتكتشف في نهاية المطاف أن الأمر يتعلق بشبان يحترفون "الأرنكة"، أي النصب والابتزاز عن طريق الخداع الإلكتروني. قام المتهمون بتصوير الفنان التشكيلي في أوضاع شاذة، بعدما أوهمه المتهم الرئيسي أنه فتاة أعجبت به، لتبدأ عملية ابتزاز.. في البدء تمت مطالبته بمبالغ مالية. لكن الأمر لما زاد عن حده، عند تهديده بالدفع أو نشر أفلامه في حساب كل معارفك على صفحات "الفايسبوك".. اضطر الفنان التشكيلي للجوء إلى أكذوبة "داعش" لإثارة الانتباه إلى قضيته، خاصة لدى المصالح الأمريكية، غير أن تحريات الشرطة القضائية بمنطقة خريبكة كشفت المستور، بعد إيقاف المتورطين في التصوير والإبتزاز. وهو الإيقاف الذي تم بتعاون عناصر من مفوضية أمن وادي زم. وأثناء التحقيق، كشفت الأبحاث أن القضية لا تتعلق ب "داعش" ولا بجرائم الإرهاب، وإنما ب "الأرنكة" حسب التعبير السائد بمدينة وادي زم ، أو ما النصب والابتزاز الالكتروني. دفاع المتهمين الثلاثة اعتبر أن الفنان التشكيلي السوري ارتكب جرائم تتعلق بإهانة الضابطة القضائية المغربية، وساهم في جرائم تتعلق بالإخلال العلني بالحياء وإفساد الشباب، بعدما اعتقد أنه يتحدث مع فتاة وقام بالتعري قصد إظهار فحولته. وفي سياق البحث كانت أيدي عناصر الأمن قد وصلت إلى حجز حواسيب وهواتف محمولة، أحيلت على المختبر العلمي للشرطة لإجراء خبرة علمية عليها للوصول إلى بعض معطيات وتفاصيل التصوير الجنسي، والتهديد والابتزاز، الذي أثبته سحب مبالغ مالية من وكالات دولية لتحويل الأموال. وهي المبالغ التي أرسلها السوري وضحايا آخرون من داخل الوطن وخارجه، للحيلولة دون نشر صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وهم في أوضاع جنسية، بعد إيهامهم أنهم أمام فتيات جميلات يبحثن عن اللذة الجنسية . . .