دخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة حيز التنفيذ ولمدة ثلاثة أيام في الوقت الذي أعلن الجيش الإسرائيلي أن كل قواته البرية انسحبت من القطاع وفقا للمقترح المصري. وقال اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر: "سيعاد نشر قوات الدفاع الإسرائيلية في مواقع دفاعية خارج قطاع غزة، وستحتفظ بتلك المواقع الدفاعية"، حسب ما ذكرت وكالة رويترز. وأوضحت مصادر إسرائيلية أن الانسحاب جاء بعد أن "استكمل الجيش عملية تدمير الأنفاق بين غزة وإسرائيل". من جانبها، أعلنت حركة حماس دخول الهدنة حيز التنفيذ، داعية إسرائيل إلى احترامها، إلا أن عددا من الصواريخ الفلسطينية أطلقت من قطاع غزة باتجاه إسرائيل قبل بدء وقف إطلاق النار. وقالت مراسلة سكاي نيوز إن مجمل جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم هو اثنان وثمانون ألف جندي موجودون في مراكز التجميع ولم يتم تسريحهم إلى حين اتخاذ قرار سياسي بانتهاء العمليه. كما أشارت أن عددا من الصواريخ أطلق من قطاع غزة باتجاه مستوطنات محيطة بالقطاع وأخرى بالقرب من القدس، إلى جانب عسقلان وأسدود واللد والرملة. وأوضحت أن القبة الحديدية اعترضت صاروخين باتجاه أسدود، بينما سقطت بقية الصواريخ بمناطق مفتوحة. يشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية وافقت، الاثنين، على المقترح المصري القاضي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة ل72 ساعة، وذلك اعتبارا من الثامنة صباح الثلاثاء بالتوقيت المحلي. وتسعى القاهرة، بعد موافقة الطرفين على التهدئة الموقتة، إلى عقد اجتماع بين كافة الفرقاء المعنين بالنزاع لمناقشة المبادرة المصرية للتوصل إلى اتفاق شامل للهدنة، حسب ما ذكر مصدر مصري. يذكر أن القاهرة دعت الأسبوع الماضي إسرائيل والفلسطينيين لإرسال وفود للبدء بمفاوضات بهدف التوصل إلى تهدئة، لكن لم يحضر سوى الوفد الفلسطيني الذي ضم ممثلين لكل الفصائل الفلسطينية. في المقابل، رفض الإسرائيليون إرسال وفد إلى القاهرة متهمين حماس بانتهاك تهدئة سابقة وافق عليها الجانبان، إلا أن مصادر إسرائيلية أكدت الاثنين عزم تل أبيل المشاركة في المفاوضات المقبلة. وجاءت موافقة تل أبيب على الهدنة المؤقتة في وقت تواجه الحكومة الإسرائيلية مزيدا من الضغوط الدولية جراء استهداف القصف الإسرائيلي لمدرسة تابعة للأمم المتحدة، مما أسفر عن مقتل مدنيين. وعلى أثر ذلك، شددت الولاياتالمتحدة وفرنسا نبرتهما حيال إسرائيل منددتين بعنف "غير مبرر" تجاه المدنيين في قطاع غزة، حيث قتل أكثر من 1853 منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع في 8 يوليو الجاري.