شخصية قاتل أمه وأخته وزوجها وابنهما بسيدي مومن، «شفيق» ذي الثالثة والثلاثين من العمر، جاء رسم ملامحها مفصلة في رواية والده «أحمد»، الذي قدم في «دردشة» قصيرة معه نبذة عن حياته منذ الطفولة إلى غاية ارتكابه للمجزرة الرهيبة0 استهل هذا الأب الممزق عاطفيا بين الإحساس بالغضب على ابنه «السفاح»، وبين الصدمة وهول الجريمة البشعة، التي كان كل أطرافها المقتولين من فروعه بالإضافة إلى زوجته السابقة بالقول إن ابنه «مسخوط الوالدين من الصغر»، محملا مسؤولية سوء تنشئته إلى والدته، التي على حد تعبيره كانت “كتغضب فين ما ولدت بنت»، وظلت تصر وتنتظر أن ترزق بولد ذكر بعد سلسلة من إنجاب ستة بنات قبله وبنت أخيرة بعده0 تنهدات ألم وحنق كانت تتخلل بوح هذا الرجل المسن والقريب الشبه من حيث طول القامة وملامح الوجه من صورة الابن القاتل، وهو يصرح بأن الأم القتيلة أساءت تربية الابن الذكر الوحيد بين أخواته البنات0 عبارة لا تخلو من مرارة لخص فيها ما اعتبره نتيجة ل «قلة الترابي ولفشوش»، التي في نظره تسبب في إقدام ابن عاق ومدمن على المخدرات على قتل أسرة بكاملها تربطه بها علاقة دم وثيقة0 تحدث الأب بتلقائية ودون تحفظ عن مسار ابنه «شفيق» منذ مرحلة الطفولة، حيث لم يتجاوز مستوى الأولى إبتدائي في دراسته، ليغادر فصول الدراسة، ثم تعاطيه لتدخين السجائر والحشيش وهو بالكاد في سن الثامنة0 «هذا الشاب المنحرف كان يجد كل ما يرغب فيه من مال وملابس لدى والدته وشقيقاته»، كلمات حاول من خلالها الأب أن يرمي كل ثقل سوء التربية على باقي أفراد الأسرة، الذين ساهموا بدون وعي وقصد في انحرافه واضطرابه النفسي بالإضافة إلى إفراطه في التعاطي للمخدرات وحبوب الهلوسة، مما حوله إلى مدمن لا يمكنه الإستعناء عن مواد التخدير، حيث كان يمارس العنف على أصوله وأخواته بالضرب والصراخ وتكسير تجهيزات المنزل، ودخل بسبب ذلك إلى السجن0 كما أدخل عدة مرات إلى جناح 36 بمستشفى ابن رشد0 هذه الحالة النفسية كان يتلقى على إثرها بعض العلاج المؤقت والمحدود في فترات متفرقة وغير منتظمة، لكنه في نظر والده وفي أغلب الأوقات كان يستغل نوبات «الهيجان وهستيريا التقرقيب» لكي يرهب والدته وشقيقاته من أجل ابتزازهم ماديا، وفي الأخير عندما ضاق الجميع من تصرفاته العدوانية واستمراره في درب الإنحراف والضياع، أحس بنوع من التبرم والتهميش، جعلته على ما يبدو يكن حقدا وغلا للجميع إلى أن ترجم نزعة الغضب أو الجنون في دواخله إلى انتقام بشع وفظيع بلون الدم ورائحة الموت سعيد لقلش