* مسلمو نيجيريا ومسيحيوها يحملون مواقف سلبية جدا تجاه تنظيم (بوكو حرام) المتطرّف * بيّن استطلاع أميركي تراجعًا ملحوظًا في شعبية تنظيمات جهادية إسلامية بين سكان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما يشير إلى خوف متصاعد من التطرف في المنطقة. فيما يتعرض الشرق الأوسط لموجات متكررة من العنف، تبدأ بالتفجيرات الانتحارية ولا تنتهي بحروب أهلية طائفية تهدد بالاندلاع بين لحظة وأخرى، كشف استطلاع للرأي، أجراه معهد بيو الأميركي ونشره في الولاياتالمتحدة، أن دولًا ذات غالبية إسلامية في الشرق الأوسط وجنوب افريقيا تشعر بالخوف من تطرف إسلامي متصاعد في دول تقطنها أغلبية إسلامية من الشرق الأوسط إلى جنوب آسيا. مواقف سلبية استبين هذا الاستطلاع آراء شريحة يتجاوز عددها 14200 شخص يعيشون في 14 بلدًا إسلاميًا، في الفترة بين بين 10أبريلو 25 ماي، أي قبل هجوم مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام على شمال ووسط العراق. وبين هذا الاستطلاع تراجعًا متواصلًا لشعبية حركات إسلامية متشددة، عرفت انتشارًا ملحوظًا، مثل تنظيم القاعدة وحزب الله ومنظمة بوكو حرام وحركة حماس. ففي نيجيريا، لدى الغالبية العظمى من أفراد العينة من المسلمين والمسيحيين وجهات نظر سلبية من بوكو حرام، الجماعة الارهابية التي اختطفت أخيرًا مئات من الفتيات في الشمال المضطرب في البلاد. كما أن الغالبية العظمى من الباكستانيين يتخذون مواقف سلبية من طالبان. قلة من المسلمين، في معظم الدول التي شملها الاستطلاع، تقول إن التفجير الانتحاري ضد أهداف مدنية يمكن، في بعض الأحيان، أن يكون مبررًا من أجل الدفاع عن الإسلام من أعدائه. وتراجع التأييد لتكتيك العمليات الانتحارية في العديد من البلدان على مدى العقد الماضي. تراجع في الشعبية وبحسب نتائج إستطلاع الرأي، أعرب 69% من الشريحة المستهدفة في بنغلاديش، و66% في باكستان، و63% في ماليزيا، عن بالغ قلقها من التطرف الإسلامي. أما في أندونيسيا، أكبر الدول الإسلامية في آسيا، فأعرب 40% من الشريحة المستطلعة، عن قلقهم من التطرف الإسلامي. في الشرق الأوسط، كانت النتائج أكثر دلالة. ففي لبنان، أعلن 92% من الشريحة المستطلعة خوفهم من تصاعد التطرف الإسلامي، وهي نسبة أكبر ب11 نقطة مقارنة باستطلاع مماثل جرى في العام 2013. وتوزعت الأجوبة تقريبًا بالتساوي بين الشيعة والسنة والمسيحيين في لبنان. في الأردن، أعرب 62% من المستطلعة آراءهم، بزيادة 13 نقطة مقارنة باستطلاع العام 2012، و50% في تركيا، بزيادة 18 نقطة مقارنة باستطلاع 2012، ما دل على تنامي الخوف العام من التطرف الاسلامي. وفي أفريقيا أيضًا في نيجيريا، أعرب 79% عن معارضتهم لجماعة بوكو حرام، فيما أعلن 59% من الباكستانيين عن كراهيتهم لمنظمة طالبان. وقال 53% من الفلسطينيين المشاركين في الاستطلاع إنهم معارضون لحركة حماس، بينما وصلت نسبة هذه المعارضة في قطاع غزة، الخاضع لحماس، إلى 63%. لكن تأييد الفلسطينيين للعمليات الإنتحارية ضد المدنيين تراجع إلى نسبة 46%، من 70% في العام 2007. لا يخفي ثمانية من كل 10 تونسيين قلقهم المتزايد من تصاعد النزعة المتطرفة في بلادهم، إذ ارتفعت النسبة من 65% في العام 2012 إلى 71% في العام 2013. أما في مصر، حيث حكم الاخوان المسلمون البلاد عامًا كاملًا، تزايد القلق بشكل ملحوظ. 46 بالمئة فقط من السنغاليين قلقون من تصاعد التطرف، بتراجع عن النسب المحققة في السابق، بسبب ما فعله المتطرفون في مالي المجاورة. حتى أن 91% من السنغاليين وافقوا على التدخل العسكري الفرنسي ضد الاسلاميين في مالي. فقدت بريقها فقد تنظيم القاعدة بريقه في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بعدما وصل خطره إلى كل منطقة في هذا الاقليم. فقد وصلت السلبية في النظر إلى القاعدة إلى 74% في تونس، و89% بالأراضي الفلسطينية، و66٪ في بنغلاديش، و56٪ في إندونيسيا، و40% في باكستان، و 32٪ في ماليزيا. وثمة أغلبية نيجيرية ساحقة لديها موقف سلبي من جماعة بوكو حرام، وصلت إلى 82٪ منهم، بينهم 79٪ يمقتونها جدًا. ويتقاسم الآراء السلبية 80٪ من المسلمين و83% من المسيحيين على حد سواء، بينما لدى 10٪ فقط من النيجيريين رأي ايجابي من هذه الجماعة المتشددة. أما تنظيم طالبان، فيقف 59% من الباكستانيين منه موقفًا سلبيًا، مقابل 8% يؤيدون أفكاره، ويلتزم 33% الصمت. وفي نتائج لافتة، أكثر من نصف الأراضي الفلسطينية (53٪) لديهم موقف سلبية من حماس. الآراء السلبية أعلى في قطاع غزة التي تقودها حماس (63٪)، ارتفاعا من 54٪ في عام 2013. وفي الضفة الغربية الذي تحكمه حركة فتح، 47٪ فقط لديهم موقف سلبي من حماس. تراجع تأييد حزب الله يبحث استطلاع "بيو" في الموقف من حزب الله الشيعي، التابع سياسيًا ودينيًا للحكومة الايرانية، والمصنف إرهابيًا في أوروبا والولاياتالمتحدة والخليج العربي، فيجد أن 59٪ من اللبنانيين المستطلعة آراءهم ينظرون إلى الحزب نظرة سلبية، 88٪ منهم سنة، و69٪ منهم مسيحيون، مقابل 86٪ من الشيعة المؤيدين لحزب الله. أكثر من نصف فلسطينيي الأراضي الفلسطينية (55٪) ومن التونسيين (53٪) يتخذون مواقف سلبية من حزب الله. وفي الأراضي الفلسطينية، الآراء السلبية هي أكثر انتشارًا في غزة، الذي تسيطر عليه حماس (69٪)، مقارنة بالضفة الغربية (46٪). ثمانية من كل عشرة في تركيا (85٪) ومصر (83٪) والأردن (81٪) يحملون وجهات نظر سلبية عن حزب الله. أما في إسرائيل، التي دخلت في حرب قصيرة مع حزب الله في العام 2006، 95٪ من الاسرائيليين يمقتون حزب الله (100% من اليهود و65% من العرب). 56% من الشريحة المستهدفة في بنغلاديش تقف موقفًا سلبيًا من حزب الله، وكذلك 43٪ في إندونيسيا. في مصر، كان 41% من المصريين يمقتون حرب الله في العام 2007، فارتفعت نسبتهم اليوم إلى 83٪، وكذلك في الأردن، قفزت النسبة من 44٪ في العام 2007 إلى 81٪ اليوم. تفجيرات مبررة يقول 46% من مسلمي الأراضي الفلسطينية إنه في كثير من الأحيان التفجيرات الانتحارية تجدد ما يبررها، وهو الدفاع عن الإسلام. وهذا الرأي موجدود لدى 64% من المسلمين في غزة، ولدى 36% من المسلمين في الضفة الغربية. في لبنان، 29٪ من المسلمين يقولون إن لاستهداف المدنيين ما يبرره. وهذا يشمل 37٪ من الشيعة و21٪ بين السنة. في الوقت نفسه، تصل نسبة تبرير التفجير الانتحاري إلى 24% في مصر (24٪)، و18% في تركيا، و16% في إسرائيل، و15% في الأردن، و5% فقط في تونس، و47٪ في بنغلاديش. وهذا أعلى بكثير من نسبة 18٪ في ماليزيا. في إندونيسيا وباكستان والدول التي تعرضت لتفجيرات انتحارية في العقد الماضي، واحد من كل عشرة مسلمين تقريبًا يقول إن استهداف المدنيين في كثير من الأحيان أو في بعض الأحيان مبررة (9٪ و 3٪ على التوالي).