أضحت الأزبال و النفايات الصلبة، أكثر تناثرا بمختلف أزقة و شوارع الجديدة، خلال الأيام الجارية، إذ صارت أكوامها تثير الناظرين من سكان و زوار المدينة، حيث يبعث مشهدها على الاشمئزاز، و التقزز في نفوسهم، سيما و أنها تتحول بفعل الارتفاع الشديد في درجات الحرارة إلى مصدر لروائح كريهة، تزكم أنوف المارة، بل و مرتعا خصبا لجحافل الذباب و الناموس و الحشرات الضارة التي تزعج راحتهم... لقد عمّت أكوام الأزبال مختلف الأحياء الشعبية، و كبريات الشوارع التي تشهد حركة دؤوبة للسائقين، و الراجلين معا، كالزرقطوني و يوسف بن تاشفين و ساحة الحنصالي، فضلا عن شارع محمد الخامس (قبالة الباب الرئيسي للمحطة الطرقية)، و هو ما يعطي انطباعا سيئا عن نظافة المدينة، بحكم أن أول ما يقع عليه بصر الوافدين عليها عبر حافلات النقل العمومي، هي أكوام شتى أنواع النفايات، التي غالبا ما تفرز «عصارة» تكاد تخنق رائحتها أنفاس هؤلاء الزوار... كما أن مجموعة من نقط وضع حاويات النفايات بالمدينة، تتحول إلى ما يشبه مطارح عمومية للأزبال، إذ غالبا ما يجد المواطنون أنفسهم، مضطرين لوضع نفاياتهم أرضا بعدما يصادفونها ممتلئة عن آخرها، ما يطرح أكثر من تساؤل حول مدى استعدادات الشركة المفوض إليها تدبير قطاع النظافة بالمدينة، لمواكبة موسم الاصطياف، بل و طريقة توزيع حوالي 400 حاوية جديدة–وفق ما أفادت به مصادر عليمة- على نقط وضعها بالمدينة، و إن تساؤلا مشروعا تطرحه بعض الفعاليات، حول ما إذا كان هذا العدد الجديد من الحاويات يدخل في إطار تعزيز عددها لاستيعاب الكم المتزايد من النفايات الصلبة أم أن الأمر يتعلق بتعويض المتلاشي من الحاويات...؟ و يبقى مثيرا للانتباه تناثر هذه الكميات من الأزبال و النفايات ليل نهار، بالعديد من شوارع و أزقة المدينة، ما يطرح عدة تساؤلات حول برنامج عمل الشركة، صاحبة امتياز التدبير المفوض، و عدد رحلات التفريغ التي تقوم بها في اليوم الواحد، و مدى اشتمال هذه العملية (التفريغ) لمختلف نقط وضع الحاويات، فضلا عن مدى تعزيز أسطولها بآليات و حاويات إضافية من شانها أن تستوعب الكميات المتزايدة للنفايات جراء ارتفاع عدد الزوار خلال صيف هذه السنة بفعل موجة الحرارة التي اجتاحت المدن الداخلية و كذا تنظيم المدينة لفعاليات النسخة الأولى من مهرجان «جوهرة» الدولي و هو ما ساهم في استقطاب فئة عريضة من الزوار التي حلت بعاصمة دكالة من أجل الاستمتاع بفقرات المهرجان ذاته... و إن كانت ذات المصادر قد أكدت بأن أسطولها يضم فقط 11 ناقلة و شاحنتين من الحجم المتوسط و 4 سيارات صغيرة الحجم، و «بلايوز» تم استخدامها عوض جرار تنظيف رمال الشاطئ... كما يطرح تقليص عدد عمال النظافة بتزامن مع فصل الصيف، أكثر من علامة استفهام حول مدى اهتمام المسؤولين المحليين بنظافة المدينة، إذ أكدت المصادر ذاتها أن عدد العمال التابعين للبلدية قد تقلص من 138 إلى 126، دونما تعويض، شأنهم شأن العمال الموسميين الذين تراجعوا من حوالي 60 إلى 50 عاملا فيما ظل عدد العمال المحسوبين على الشركة صاحبة الامتياز قارا في 90 عاملا... و بدوره يتحمل المجلس الجماعي للجديدة، مسؤولية تراجع مستوى النظافة، بشوارع و أزقة الجديدة، إذ نهج سياسة اللامبالاة تجاه تقليص ناقلات جمع النفايات (مقارنة مع أسطول الشركة السابقة) في وقت يزداد فيه المجال العمراني للمدينة اتساعا في كل الاتجاهات، و هو ما يجعلها قبلة لآلاف الزوار الذين يحجون إليها كلما اشتدت حرارة الصيف، بل و اكتفى بلعب دور المتفرج حيال تدهور نظافتها، و هو المفروض فيه أن يراقب عمل الشركة صاحبة الامتياز، و يطالبها بتحسين جودة الخدمات بما يساهم في التنمية السياحية المنشودة... الجديدة عبد الفتاح زغادي