انفجار مدوي هز حي «تايييرت» بكلميم صبيحة أمس الثلاثاء ودخان كثيف في أجواء المنطقة، والسبب ارتطام طائرة عسكرية من نوع سي 130 بإحدى الجبال القريبة من مدينة «بويزكارن» التابعة لعمالة كلميم على بعد كلومترين من هبوطها على أرضية مطار كلميم. الحادث تسبب في مقتل جل الركاب الذين يصل عددهم 81 شخصا (الطاقم المكون من تسعة أفراد و60 عسكريا و12 مدنيا) من بينهم ثلاثة ناجين في حالة خطيرة حسب بلاغ رسمي للقوات المسلحة الملكية. حوالي الساعة التاسعة والربع من صبيحة أمس سمع ذوي الإنفجار من بعيد، وشاهد أبناء المنطقة الدخان يتصاعد من قمم جبل تاييرت، ليفاجئوا بحطام طائرة مرتطمة بقمة الجبل. أبلغت مصالح الدرك الملكي والسلطات المحلية بالحادث، وانتقلت أطقم طبية من المستشفى العسكري إلى عين المكان رفقة سيارات الإسعاف وشاحنات الوقاية المدينة، حيث كان المشهد المروع عبارة عن أشلاء الجثت مبعثرة على قمم جبل تاييرت المحاذي لبوابة الصحراء على بعد ثمانية كيلومترات من المدينة، أغلبها تفحم بشكل يصعب معه التأكد من هوياتهم بالعين المجردة. وإلى حدود منتصف النهار تم انتشال أزيد ثلاثين جثة، وعثر من بينها على خمسة أحياء في حالة غيبوبة نقلوا إلى المستشفى العسكري بكلميم، توفي إثنان منهم فور وصولهما الى المستعجلات، وهما ليوتنان من الدرك الملكي وضابط صف من القوات المسلحة، فيما من المنتظر أن يتم نقل من بقوا على قيد الحياة إلى المستشفى العسكري بالرباط في الوقت الذي نقلت فيه وثامين 42 من المتوفين تم العثور عليهم إلى حدود منتصف النهار. حالة استنفار قصوى تعيشها المنطقة بعد الحادث، والبحث جار عن بقايا الجثت، التي تناثرت أشلاؤها على قمم جبل تاييرت وإن كان أغلبها قد تفحم بفعل شدة الإنفجار وتحطم الطائرة من نوع س130 التي تصل قدرتها الإستيعابية إلى تسعين راكبا. مصادر من العيون أكدت أن الطائرة المحطمة كانت تقوم برحلة داخلية من مدينة الداخلة، وتوقفت بمطار المسيرة بالعيون، وكانت تعتزم الهبوط للحظات بمطار كلميم لنقل جنود إضافيين قبل التوجه نحو أكادير، لكن الغيوم والضباب الكثيف التي خيم على المنطقة في اليومين الآخيرين قد يكونا السبب في ارتطامها بقمة الجبل أثناء استعدادها للهبوط على أرضية المطار. لم يتم التوصل لحد الآن إلى السبب الحقيقي وراء الإنفجار لكن مصادر من عين المكان تؤكد أن العامل الرئيسي في الحادث قد يكون هو انعدام الرؤية، ولم يتم بعد العثور على الصندوق الأسود للطائرة. فالبحث جار لجمع حطامها المتناثر، وأيضا جمع أشلاء أعداد من أفراد القوات المسلحة الملكية المغربية ضحايا الحادث. عملية تمشيط واسعة تقوم بها مصالح الدرك الملكي والجيش والقوات المساعدة بالمنطقة لجمع الأشلاء المبعثرة والحطام والبحث عن بعض الناجين خاصة أن ما يقارب نصف الركاب هم في عداد المفقودين لحد الآن. وحسب مصادر من عين المكان فإن الطائرة تقل بعض المدنيين أيضا لكن لم يتم تحديد عددهم ولا هوياتهم، إلا أن غالبيتهم من أفراد القوات المسلحة الملكية وبعض الدركيين الذين لا تزال عمليات التمشيط جارية في المنطقة لجمع أشلائهم، وتحديد عدد الخسائر البشرية بالتدقيق ومعرفة هوياتهم ورتبهم العسكرية فيما بعد. محمد سالم الشافعي/صباح الفيلالي مؤطر: صممت الطائرات الحربية من طراز ايه سي-130 (AC-130) لشن هجمات دقيقة في المناطق الحضرية (482 كيلومتر في الساعة)، إلا أن مدى الطائرة يصل لألفي ميل تقريبا (3200 كيلومتر) مما يمكنها من التحليق فوق ميدان القتال لفترة من الزمن دون الحاجة لإعادة التزود بالوقود. والطراز الحديث من الطائرة الحربية ايه سي 130 والمعروف باسم سبوكي 2 (SPOOKY-II) مزود بثلاثة مدافع كبيرة مثبتة إلى الجانب الأيسر من جسم الطائرة: مدفع من طراز جاتلينج (GATLING) عيار 25 ملليمتر يمكنه إطلاق ما يصل إلى 1800 اطلاقة في الدقيقة، ومدفعين عيار 40 ملليمتر و105 ملليمترات. وتستخدم الطائرة صورا ملتقطة بالفيديو وأشعة فوق الحمراء وأجهزة رادار للاستشعار لتحديد مواقع الاهداف ليلا أو نهارا. وصممت أجهزة الكمبيوتر بها لتتبع هدفين بجهازي استشعار مختلفين وإطلاق مدفعين مختلفين في وقت واحد. وعلى الرغم من اعتبارها سلاحا ناجحا، فإن سرعة الطائرة البطيئة تجعلها عرضة للاستهداف، لذا فتأتي الطائرة مزودة بأجهزة مضادة تغلف محركاتها لحمايتها. وفقد الجيش الأمريكي طائرتين من هذا الطراز مؤخرا، إحداهما أسقطت بصاروخ أرض/جو والثانية تحطمت في الصومال نتيجة لانفجار بعض الذخيرة بطريق الخطأ على ما يبدو. وقد استخدمت تلك الطائرة فى الفيلم الامريكى ترانسفورمر هى والطائرة f-22 فى استعراض لعضلات السلاح الجوى الامريكى مثل استخدامهم لل f-35 فى فيلم die hard الاخير. الطائرة سي – 130 هيركوليز أحتلت هذه المرتبة من دون شك طيلة أربعين سنة. وقد كشف النقاب للمرة الأولى عن النموذج الأول من طائرة النقل بعيدة المدى – متعددة المهام C-130 H .، في سنة 1954، وإذا كانت الطائرة سي -47 داكوتا .. هي أشهر طائرات النقل , التي أنتجت في العالم خلال الحرب العالمية الثانية , واوسعها إنتشاراً واستخداماً .. فإن الطائرة سي – 130 هيركوليز أحتلت هذه المرتبة من دون شك طيلة أربعين عاماً منذ بدء إنتاجها في عام 1955م وحتى نهاية القرن الماضي ولا يزال استخدامها مستمراً حتى يومنا هذا , وعلى نظاق واسع من دون أن يدل إلى وقت قريب على أحتمال إنهائها من الخدمة. لا شك أن الطائرة سي – 130 هيركوليز .. هي حصان الشغل الرئيسي لدى قوات النقل الجوي الأمريكية , وهي تعمل كذلك في صفوف أكثر من 50 سلاحاً جوياً في مختلف أنحاء العالم .. إضافة إلى استخدام عدد لا يستهان به في مهمات الشحن الجوي المدني . وهي في مختلف هذه الحالات .. طائرة نقل ثقيلة , متعددة الأغراض ( نقل استراتيجي – نقل تكتيكي – نقل حكومي خاص – دعم لوجستي – إنزال وأقتحام جويين ) لمسافات متوسطة وبعيدة . ومن هذه الطائرات أنواع متخصصة , أهمها تلك المعدة لمهمات التموين الجوي بالوقود , والتي تعرف باسم ك – سي 130 ( KC-130 )ومواص فات الطائرات المتخصصة بالعمليات الإلكتروني ( كالرصد والإستطلاع والتنصت والتشويش الإلكتروني ) والتي تعرف باسم إي سي – 130 ( EC-130 ) و أر سي – 130