كالخفافيش تسللوا في جنح الظلام إلى التراب المغربي، أعين حراس الحدود ترصدتهم قبل أن تبدأ مطاردتهم، لكن العملية تسببت في مقتل أحد أفراد القوات المساعدة بعد تبادل اطلاق النار. كان ذلك في ساعات متأخرة من ليلة أول أمس الخميس حوالي الساعة الحادية عشر ليلا، حين دخل التراب المغربي أربعة مسلحين تجهل هوياتهم، وتسللوا خلسة إلى دوار أولاد عامر بني بوحمدون قرب تويسيت بوبكر بإقليم جرادة (على بعد كيلومتر واحد من الحدود مع الجزائر)، وحين تقدم نحوهم عناصر حرس الحدود للإشتباه في أمرهم، لم يتردد المتسللون الأربعة في اطلاق النار عليهم مما تسبب، حسب بلاغ لوزارة الداخلية، في مقتل أحد حراس الحدود. حين دخل المتسللون التراب المغربي، توجهوا مباشرة نحو منزل مغربي بدوار أولاد عامر بني بوحمدون من أجل التزود بمواد غذائية، مقدمين أنفسهم على أنهم «مجاهدين جزائريين»، تلك هي التسمية التي يطلقها عادة ارهابيو الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية على أنفسهم، ولذلك لا يستبعد أن يكون أولئك من عناصر تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، خاصة أن مسؤولا أمنيا مغربيا صرح لوكالة الأنباء الفرنسية، أن المسلحين الفارين ملتحين ويرتدون لباسا أفغانيا لم يكن الحراس يتصورون أن تتم مواجهتهم بوابل من الرصاص، فهم اعتادوا مطاردة المهربين والمهاجرين السريين في المنطقة دون الدخول في اشتباكات، وهو ما مكن المسلحين من الفرار والعودة نحو التراب الجزائري من جديد، بعد أن تسببوا في مقتل أحد حراس الحدود المغاربة. ليست المرة الأولى التي يتم فيها التسلل نحو التراب الوطني من طرف جزائريين ودخولهم في اشباكات مسلحة، فالمنطقة تعرف حربا متواصلة بين شبكات التهريب وحرس الحدود، بل أيضا مع إرهابيين، لذلك لا يستبعد أن يكون المسلحون الأربعة من مسلحي تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي الذي يقوده الجزائري عبد المالك درودكال، خاصة أن عناصره سبق أن تسللوا نحو التراب المغربي مرات عديدة ومن بينهم هشام الربجة أحد المعتقلين في خلية أمغالا وهو مبعوث أمير كتيبة طارق ابن زياد الذي كان يخطط لانشاء قاعدة خلفية لتنظيم القاعدة بالمغرب. وفي انتظار أن تتضح الهوية الحقيقية للمتسللين ونواياهم الحقيقية وراء دخول التراب المغربي سرا مع التزود بالسلاح الناري، فإن هذه العملية وسابقاتها قد تكشف خطورة العصابات المسلحة خاصة عصابات التهريبو ولكن أيضا عصابات الإرهاب التي سعت غير ما مرة للزحف نحو التراب الوطني بعد أن فشل تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي في أن تطأ قدماها أرض المغرب وتهديد أمنه واستقراره على غرار موريتانيا والجزائر ودول الساحل والصحراء، وقد يكون إرهابيو القاعدة عاودوا التسلل من جديد لتنفيذ مشروعهم الدموي الذي قد يتسبب في اسقاط دماء الأبرياء كما هي حال دماء شهيد الواجب حارس الحدود.