حين تفتح أبواب سجن عكاشة أمام رشيد لم يجد نفسه عالة على أسرته، بل كان حظه أن عثر على عمل مكنه من الإندماج من جديد في المجتمع، كل ذلك بعد أن تقرر أن يستفيذ من برنامج لمحاربة الفقر والإقصاء والتهميش الإجتماعي انطلق منذ السنة المنصرمة.رشيد هو أحد السجناء السابقين بسجن عكاشة من بين 25 سجين أعدت لهم جمعية أصدقاء مركز الإصلاح والتهذيب وحماية الطفولة التي أسستها آسية الوديع مشروعا يهدف إلى ادماجهم في المجتمع من خلال التشغيل الذاتي بعد التوقيع على اتفاقية مع اللجنة الجهوية للتنمية البشرية لولاية جهة الدارالبيضاء الكبرى واللجنة الإقليمية للتنمية البشرية لعمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي. المشروع سيمكن رشيد والسجناء الأخرين من التزود بدراجات ثلاثية العجلات للقيام بأنشطة مختلفة كحمل السلع بالأسواق وغيرها، وستكون حاملة لعلامة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إسوة بغيرهم من الشباب العاطلين الذين استفادوا من مشاريع التنمية البشرية عبر مشاريع مدرة للدخل. قبل أن يتوصل السجناء السابقين ومعهم رشيد بدرجاتهم النارية، سيخضعون لتكوين في ورشات تكوينية لتأهيلهم ومساعدتهم على ولوج عالم الشغل بشكل أفضل، كما ستتم موتكبتهم طيلة خمس لسنوات لدعمهم لتيسير سبل انجاح مشروعهم. وستواكب جمعية أصدقاء مراكز الإصلاح وحماية الطفولة السجين السابق رشيد وزملائه، مادامت هي التي تكلفت بانجاز المشروع وتنظيم الورشات التكوينية وساهمت بمساهمة مالية إلى جانب صندوق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. ليس السجناء فقط أمثال رشيد من سيستفيذ من ذات المشروع، بل إن شبانا آخرين بأحياء مهمشة سيستفيذون بدورهم من مشروع تقوية الرابط الإجتماعي في الأحياء المستهدفة التي تعيش في وضع الهشاشة بين جمعية أصدقاء مركز الإصلاح والتهذيب وحماية الطفولة والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومندوبية التعاون الوطني، وسيتم أيضا انجاز مشروع لتأهيل حرفيي موقف عين السبع مع تزويدهم بمعدات وأدوات الاشتغال بغية الرفع من مستوى عيش هذه الفئة وتنظيمها وتأهيلها وتشجيعها على الأنشطة المدرة للدخل، ذلك ما تم تقديمه السبت المنصرم في لقاء تواصلي بين فروع الجمعية المتواجدة بالدارالبيضاء وسلا وبنسليمان وآسفي ومراكش وفاس وطنجة. مشروع إدماج رشيد والسجناء السابقين هو أحد أهداف جمعية أصدقاء مركز الإصلاح والتهذيب وحماية الطفولة. الجمعية وضعت ضمن أهدافها اصلاح الجانحين الصغار نزلاء مراكز الإصلاح وحماية الطفولة والمؤسسات السجنية من خلال توفير الدعم القانوني والنفسي لهم وادماج المفرج عنهم بعد مغادرة مؤسسات الإصلاح والتهذيب وتوفير الشغل لبعضهم. تلك مهمة قد تساعد رشيد وبقية السجناء على العودة إلى حياتهم الإجتماعية بعد مغادرة زنازن السجن دون أن ييأسوا من الإندماج من جديد في محيطهم. * مؤطر: اسم المشروع: إعداد وتنفيذ بروتوكول التكفل لفائدة 25 سجين سابق بهدف ادماجهم في المجتمع من خلال التشغيل الذاتي. المبلغ الإجمالي: 656.000,00، مساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية حددت في 527.000,00درهم.