"الحمد لله، الله ينصر سيدنا"، أول عبارة نطق بها نور الدين روان (32 سنة)، خلال عملية توزيع مفاتيح دراجات نارية لنقل البضائع على سجناء سابقين، صباح يوم الأربعاء المنصرم، بالبيضاء، من طرف "جمعية أصدقاء مراكز الإصلاح وحماية الطفولة"،حفيظ بنهاشم خلال عملية تسليم مفاتيح الدراجات النارية (أيس بريس) بتنسيق مع مؤسسة محمد السادس لإدماج السجناء، التي حضرها حفيظ بنهاشم، المدير العام لإدارة السجون وأسية الوديع، عضوة مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء. وقال روان، "هذا الموتور هو المستقبل، ومورد رزقي وزرق عائلتي"، وأكد أنه سيعمل على نقل البضائع من سوق درب عمر بالبيضاء، وسينسى سنوات الاعتقال (5 مرات يدخل السجن) بالعمل المستمر، والتعامل مع الزبناء كإنسان عاد. أما جواد خنبي، مواليد 1979، دخل السجن خمس مرات، أيضا، بسبب الاتجار في المخدرات، واختار الاتجار في الفواكه والخضر، بينما قال طارق بوحنيك "قضيت ثمانية أشهر في الإصلاحية من أجل الضرب والجرح، وشعرت، بعد خروجي من السجن، بالندم، وسأحاول جاهدا الاندماج في المجتمع"، واختار أن يكون بائعا للسمك. وكان محمد كاري، مواليد 1974، يجلس فوق الدراجة النارية مطأطئ الرأس، وقال إنه خجل حين رأى كلا من المدير العام لإدارة السجون، والمسؤولين، وهم يوزعون مفاتيح الدراجات، ويؤكدون أحقيتهم لها. وأضاف"نحن السجناء في حاجة إلى عمل، وساعدتنا جمعية أصدقاء مراكز الإصلاح وحماية الطفولة، بتعاون مع مؤسسة محمد السادس لإدماج السجناء، على تلقي تكوين، هدفه الإصلاح والتواصل، وتجنب الأخطاء، وطرحوا علينا هذا المشروع، فشعرت بالسعادة، وكنت من بين السباقين، وساهمت بمبلغ ألف درهم، الذي أعتبره زهيدا، مقابل الحصول على دراجة نارية كبيرة الحجم". وقال حفيظ بنهاشم، المدير العام لإدارة السجون ل "المغربية"، إن المبادرة تدخل في نطاق السياسة الرشيدة العامة لجلالة الملك محمد السادس في الاهتمام بالعنصر البشري، معتبرا أنها تأتي، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وأفاد أن الهدف من عملية توزيع الدراجات النارية على المستفيدين هو إعادة إدماج السجين داخل المجتمع كعنصر صالح وفعال، يعيل نفسه وأسرته، وكذا لإبعاده عن حالة العود. من جهتها، قالت أسية الوديع، عضوة مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، ل"المغربية" إن "استفادة 15 سجينا سابقا من دراجات لنقل البضائع مبادرة جيدة، يجب أن تتخذ قدوة وتعمم في جميع الأقاليم، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية". واعتبرت الوديع مفتاح الدراجة النارية بمثابة مفتاح لحياة أخرى لسجناء، نسوا أنهم أهل للثقة. وعن جمعية أصدقاء مراكز الإصلاح وحماية الطفولة، قال رئيسها، أحمد حبشي، ل "المغربية"، إن المبادرة تدخل في إطار برنامج محاربة الهشاشة والتهميش، المعمول به في البرنامج العام للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مشيرا إلى أن الجمعية اقترحت على عمالة عين السبع هذه المبادرة، من أجل مساعدة هذه الفئة من السجناء السابقين. وحول مدى تعميم هذه التجربة في جميع المدن المغربية، أجاب أن الهدف هو تعميم التجربة في جميع المناطق، موضحا أن هناك مشروعا قيد الدراسة مع عمالة أنفا. وأضاف أن هناك إمكانية لإعادة هذه التجربة بعمالة عين السبع، من أجل استفادة عدد كبير من قدماء السجناء، مشيرا إلى أن عملية الانتقاء لم تخضع لمعيار توفر السجين على ميزة حسن السيرة والسلوك، وأن الفرصة أعطيت لثلاثين سجينا سابقا خضعوا لتدريب مدته سبعة أشهر، واختير منهم 15 مستفيدا لديهم تجربة في ميدان البيع والشراء. يذكر أن المشروع أنجز لفائدة سجناء سابقين لإعادة إدماجهم في النسيج الاقتصادي والاجتماعي، في إطار برنامج محاربة الهشاشة والتهميش، بدعم من اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة عين السبع الحي المحمدي.