قد يتحول شهر مارس المقبل إلى موعد عطالة جديد لمئات الفلاحات المغربيات اللواتي يستقطبن للعمل في مزارع التوت الإسباني، بعدما كان موعدا للعمل وتحصيل مدخول مادي يقي من شر السؤال والفاقة. ظلال الأزمة الاقتصادية العالمية تمتد إلى اليد العاملة المغربية في الفلاحة، بإعلان سلطات إقليم هويلفا في الجنوب الاسباني، بداية الأسبوع، أنها ستتراجع عن استراتيجيتها السابقة في الاستعانة بخدمات اليد العاملة المغربية في مجال الفلاحة خصوصا في حقول التوت لأنها تسجل في الوقت الحالي تدفقا مهما لليد العاملة المحلية. لكن بلاغ السلطات المحلية لمنطقة هويلفا أبقى المجال مفتوحا خلال الموسم الفلاحي 2011 – 2012 حيث سيسمح بالاستعانة باليد العاملة القادمة من المغرب لكن في حالة الخصاص، أو عدم كفاية العمال أو تقلص أعداد العمال الإسبان، الذين تضاعفت أعدادهم في القطاع منذ منتصف 2008 بعد تفشي الأزمة الاقتصادية العالمية و تداعياتها السلبية على الاقتصاد الإسباني. غير أن لجنة الهجرة في منطقة هويلفا أكدت أيضا أن اليد العاملة المغربية ستكون خارج الخدمة خلال موسم زرع التوت الخريف المقبل في الوقت الذي يصر فيه المسؤولون المغاربة والاسبان على ضرورة استمرار نموذج الهجرة الموسمية في القطاع الفلاحي بين البلدين. سنة 2011 استفادت 5 آلاف عاملة مغربية من المشاركة في حملات فلاحية في اقليم هويلفا جنوبي اسبانيا. وانخفض عدد العاملات الموسميات اللائي يتوجهن من المغرب إلى الحقول الفلاحية باسبانيا، السنتين الماضيتين حسب إحصائيات صادرة عن الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات المغربية حيث وصل عددهن سنة 2010 إلى حوالي 3000 عاملة موسمية، ويتم التحضير إلى إرسال حوالي 1500 عاملة أخرى هذه السنة، وبلغ عدد العاملات عام 2009 حوالي 3000 عاملة، أما بالنسبة لسنة 2008 فوصل عددهم إلى 11000، وفي سنة 2007 وصل العدد إلى 5800 عاملة موسمية. ويعزى ضعف طلب العاملات الموسميات باسبانيا حسب خبراء الهجرة الاسبان إلى آثار الأزمة الاقتصادية العالمية وأثارها على قطاع الشغل، حيث أصبح الإسبان يعملون في مثل هذه المهن بالحقول الاسبانية. وتقول إحصائيات إسبانية أن حوالي أربعة ملايين من الإسبان أصبحوا عاطلين عن العمل حاليا نتيجة الأزمة الاقتصادية ما يفسر التراجع الكبير للطلب على اليد العاملة المغربية. لكن للمفارقة، غرغم تداعيات الأزمة الاقتصادية الخانقة على جل بلدان العالم ،لا تزال اسبانيا في حاجة إلى العاملات الموسميات بالحقول الفلاحية، ويشهد شهر مارس من كل سنة، توافد عاملات موسميات من المغرب لجني الفرولة بعقود عمل محددة.